خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ
١٥١
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } موسى وهو استئناف بيانى { رب اغفر لى } اى ما فعلت باخى من غير ذنب مقرر من قبله { ولاخى } اى ان فرط فى كفهم استغفر عليه السلام لنفسه ليرضى اخاه ويظهر للشامتين رضاه ئلا تتهم به ولاخيه للايذان بانه محتاج الى الاستغفار حيث كان عليه ان يقاتلهم { وادخلنا فى رحمتك } بمزيد الانعام علينا بعد غفران ما سلف منا.
قال الحدادى اى جنتك { وانت ارحمن الراحمين } وانت ارحم بنا منا على انفسنا ومن آبائنا وامهاتنا - حكى - انه اعتقل لسان فتى عن الشهادة حين اشرف على الموت فاخبروا النبى عليه السلام فدخل عليه وعرض الشهادة فاضطرب ولم يعمل لسانه فقال عليه السلام اما كان يصلى اما كان يزكى اما كان يصوم قالوا بلى قال فهل عق والديه قالوا نعم قالوا هاتوا بامه فجاءت وهى عجوز عوراء فقال عليه السلام هلا عفوت عنه فقالت لا اعفو لأنه لطمنى ففقاء عينى قال هاتوا بالحطب والنار قالت ما تصنع قال أحرقه بالنار بين يديك جزاء لما عمل قالت عفوت عفوت أللنار حملته تسعة اشهر أللنار ارضعته سنتين فأين رحمة الام فعند ذلك انطلق لسانه بالكلمة والنكة انها كانت رحيمة الا رحمانة فللقليل من رحمتها ما جوزت احراقه بالنار فالله الذى لا يتضرر بجناية العباد كيف يستجيز احراق المؤمن المواظب على كلمة الشهادة سبعين سنة وهو ارحم الراحمين: قال الحافظ

لطف خدا بيشتر ازجرم ماست نكته سربسته جه دانى خموش

وقال

دلا طمع مبر از لطف بى نهايت دوست كه ميرسد همه را لطف بى نهايت او

قال بعض اهل التفسير ان قابيل لما قتل اخاه هابيل اشتد ذلك على آدم فقال الله تعالى يا آدم جعلت الارض فى امرك مرها فلتفعل ما تهوى بمكان ابنك قابيل فقال آدم عليه السلام يا ارض خذيه فاخذت الارض قابيل فقال قابيل يا ارض بحق الله ان تمهلينى حتى اقول قولى ففعلت فقال يا رب ان ابى قد عصاك فلم تخسف به الارض فقال الله نعم ولكنه ترك امرا واحدا وانت تركت امرى وامر ابيك وقتلت اخاك فقال آدم ثانيا يا ارض خذيه فقال قابيل بحرمة محمد عليه السلام ان تمهلينى حتى اقول قولى ففعلت فقال يا رب ان ابليس ترك امرك وعاداك ولم تخسف به الارض فاجاب الله تعالى مثل الاولى فقال الهى اليس لك تسعة وتسعون اسما فقال الله بلى فقال أليس الرحمن الرحيم من جملة ذلك قال بلى قال ألست سميت نفسك رحمانا رحيما لكثرة الرحمة قال بلى قال يا رب ان اردت اهلاكى فاخرج هذين الاسمين من بين اسمائك ثم اهلكنى لان اخذ العبد بجريمة واحدة لا يكون رحمة فامر الله الارض حتى خلت سبيله ةلم تهلكه فاعتبر اذا كانت رحمته بهذه المرتبة للكافر فما ظنك للمؤمن فينبغى للمقصر ان يرفع حاجته الى المولى ويستغفر من ذنبه الا خفى والا جلى كى يدخل فى الرحمة التى هى الفردوس الاعلى: قال الحافظ

سياه نامه ترازخود كسى نمى بينم جكونه جون قلمم دوددل بسر نرود

وفى قوله تعالى { رب اغفر لى } الآية اشارة الى السير فى الصفات لان المغفرة والرحمة من الصفات فيشير الى ان لموسى الروح ولاخيه هارون القلب استعداد لقبول الجذبة الالهية التىتدخلهما فى عالم الصفات { وادخلنا فى رحمتك وأنت ارحم الراحمين } لان غيرك من الراحمين عاجز عن ادخال غيره فى صفاته وانت قادر على ذلك لمن تشاء ويدل عليه قوله { { يدخل من يشاء فى رحمته } [الإنسان: 31].
كذا فى التأويلات النجمية.