خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ويَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّالِمِينَ
١٩
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويا آدم } اى وقلنا لآدم بعد اخراج ابليس من الجنة يا آدم { اسكن انت } اى لازم الاقامة على طريق الاباحة والتكريم { وزوجك } حواء والزوج فى كلام العرب هو العدد الفرد المزاوج لصاحبه فاما الاثنان المصطحبان فيقال لهما زوجان { الجنة } اى فيها وهى اما جنة الخلد التى جعلت دار الجزاء وعليه اكثر اهل العلم لوجوه ذكروها فى كتبهم او جنة فى المساء هبطا منها او جنة فى الارض كانت مرتفعة على سائر بقاع الارض ذات اشجار واثمار وظلال ونعيم ونضرة وسرور اعدها الله لهما وجعلها دار ابتلاء وعليه بعض المحققين من اهل الظاهر والباطن لانه كلف فيها ان لا يأكل من تلك الشجرة ولا تكليف فى الجنة الجزائية ولانه نام فيها واخرج منها ودخل عليه ابليس فيها ولا نوم فى الجنة ولا خروج بعد الدخول ولا يجوز دخول الشيطان فيها بعد الطرد والاخراج ولقول قابيل انا من اولاد الجنة كما لا يخفى ولما روى ان آدم لما احتضر اشتهى قطفا من عنب الجنة فانطلق بنوه ليطلبوه فلقيتهم الملائكة فقالوا اين تريدون يا بنى آدم فقالوا ان ابانا اشتهى قطفا من عنب الجنة فقالوا لهم ارجعوا فقد كفيتموه فانتهوا اليه فقبضوا روحه وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلى عليه جبرآئيل وبنوه خلف الملائكة ودفنوه وقالوا هذه سنتكم فى موتاكم قالوا فلولا ان الوصول الى الجنة التى كان فيها آدم التى اشتهى منها القطف كان ممكنا لما ذهبوا يطلبون ذلك فدل على انها فى الارض لا فى السماء وقد ثبت ان النيل يخرج من الجنة ولا شك انها من جنان الارض وبساتينها والله اعلم { فكلا من حيث شئتما } من أى مكان شئتما ومن أى شئ شئتما من نعم الجنة وثمارها موسعا عليكما { ولا تقربا ههذ الشجرة } اختلفوا فى هذه الشجرة ايضا وقد ابهم الله ذكرها وتعيينها ولو كان فى ذكرها مصلحة تعود الينا لعينها لنا كما فى غيرها كذا فى آكام المرجان { فتكونا من الظالمين } اى فتصيرا من الذين ظلموا انفسهم.