خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ
٢٠٦
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين } قال الكاشفى [آورده اندكه كفار مكه تعظم ميكردند از سجده نمودن مرخدايرا وتنفر نموده ميكفتند { { أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا } [الفرقان: 60].
[حق سبحانه وتعالى ميفرمايد اى محمدا اكركافران ازسجود من سركشى ميكنند بدرستى آنانكه] { عند ربك } اى الملائكة المقربين لديه قرب الشرف والمكانة لا قرب المسافة والمكان { لا يستكبرون } [كردن نمى كشند] { عن عبادته } بل يؤدونها حسبما امروا به { ويسبحونه } اى ينزهونه عن كل ما لا يليق بجناب كبريائه { وله } تقديم الجار على الفعل للحصر { يسجدون } اى يخصونه بغاية العبودية والتذلل لا يشركون به شيأ وهو تعريض بسائر المكلفين ولذلك شرع السجود عند قراءتها.
واعلم ان السجدة نهاية الخضوع وانما شرعت فى موضع جبرا للنقصان كسجود السهو وفى موضع لمخالفة الكفار والموافقة للمسلمين.
قال الكاشفى [سجده تلاوت جهارده موضع است درقرآن واختلاف دردوموضع است يكى در آخر سوره حج بمذهب امام شافعى وامام احمد سجده هست وبمذهب امام اعظم نيست ودوم درسوره ص بمذهب امام اعظم هست لان النبى عليه السلام قرأ سورة ص وسجد وبمذهب باقى ائمه نه] لان المذكور فيها ركوع لا سجود واختلف فى موضع السجود فى فصلت فعند على رضى الله عنه هو قوله
{ { إن كنتم إياه تعبدون } [فصلت: 37].
وبه اخذ الشافعى وعند عمر وابن مسعود رضى الله عنهما هو قوله
{ { لا يسئمون } [فصلت: 37] فاخذنا به احتياطا فان تأخير السجدة لازم لا تقديمها [ونزدامام اعظم سجدة تلاوت برخواننده وشنونده درنماز وغير نماز واجبست درحال واكر فوت شود قضا لازمست وبمذهب ائمه ديكر سنت وقضا لازم نه] ويكره تأخير السجدة من غير ضرورة ويستحب ان يقوم القاعد فيكبر ويسبح تسبيح الصلاة ويكبر ويقوم ثم يقعد لكون الخرور فيه اكمل. وقوله تسبيح الصلاة اى يقول "سبحان ربى الاعلى" ثلاثا وهو الاصح وقيل يقول "خضعت للرحمٰن فاغفر لى يا رحمٰن" وقيل يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك وطاعتك"
. وهو مختار صاحب الاسرار المحمدية ويروى فيه عن نفسه سماع هاتف يأمره بالدعاء بذلك وكان صلى الله عليه وسلم يقول فى سجود التلاوة "سجد وجهى للذى خلقه وصوره فاحسن صورته وشق سمعه وبصره بحوله وقوته" يقولها مرارا ثم يقول "فتبارك الله احسن الخالقين الهم اكتب لى بها عندك اجرا وضع عنى بها وزرا واجعلها لى عندك ذخرا وتقبلها منى كما تقبلت من عبدك داود عليه الصلاة والسلام"
. قال ابن فخر الدين الرومى ان قرأ سجدة سبحان ضم اليها ما ذكره سبحانه وتعالى عن الطائفة الساجدين واستحسن عنهم بقوله { سبحان ربنا ان كان وعد ربنا مفعولا } وان قرأ آية التنزيل والاعراف قال "اللهم اجعلنى من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك واعوذ بك ان اكون من المستكبرين عن امرك" وان قرأ الم السجدة قال "اللهم اجعلنى من عبادك المنعم عليهم المهديين الساجدين لك الباكين عند تلاوة كتابك"
. وان قرأ سجدة والنجم قال "اللهم اجعلنى من الباكين اليك الخاشعين لك" وكذا فى غيره.
قال المولى اخى جلبى وان لم يذكر فيها شيأ اجزأه لانها لا تكون اقوى من السجدة الصلاتية ويستحب للسامع ان يسجد مع التالى ولا يرفع رأسه قبل لانه بمنزلة امامه ويشترط نية السجود للتلاوة لا التعيين حتى لو كان عليه سجدات متعددة فعليه ان يسجد عددها وليس له ان يعين ان هذه السجدة لآية كذا وهذه لآية كذا ويستحب للتالى اخفاؤها اذا لم يكن السامع متهيئا للسجود تحرزا عن تأثيمه واذا كان متهيأ يستحب له ان يجهر حثالة على العبادة.
قال الامام الخبازى فى حواشى الهداية يستحب ان يصلى على النبى عليه السلام كلما ذكر ولا تستحب السجدة كلما تليت تلك الآية اذا كان المجلس واحدا والفرق ان الرسول عليه السلام محتاج والرب عز وجل غير محتاج.
قال الامام محمد بن العربى قدس سره فى روح القدس له اعلم ان لاشيء انكأ على ابليس من ابن آدم فى جميع احواله فى صلاته من سجوده لانه خطيئته فكثرة السجود وتطويله يحزن الشيطان وليس الانسان بمعصوم من ابليس فى صلاته الا فى سجوده لانه حينئذ يذكر الشيطان معصيته فيحزن فيشتغل بنفسه عنك ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"اذا قرأ ابن آدم السجد فسجد اعتزل الشيطان يبكى ويقول يا ويلتى امر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وامرت بالسجود فابيت فلى النار" فالعبد فى سجوده معصوم من الشيطان غير معصوم من النفس فخواطر السجود كلها اما ربانية او ملكية او نفسية وليس للشيطان عليه من سبيل فاذا قام من سجوده غابت تلك الصفة عن ابليس فزال حزنه فاستغل بك انتهى كلامه.
يقول الفقير فيه اشارة الى ان الشيطان انما ابى عن السجود لاستكباره فكل من استكبر عنه كالكفار كان الشيطان قرينه فى جميع احواله وكل من تواضع فسجد كالمؤمنين اعتزل عنه الشيطان فى تلك الحال لا فى جميع الاحوال الا ان يزكى نفسه عن رذيلة الكبر فحينئذ يتخلص فى جميع احواله ويكون من العباد المخلصين

زينت تو بس كمر بندكى تاج تودر سجده سر افكندكى
شوم توبادا كه ببالاو بست سجده طاعت بردش هرجه هست
توكنى از سجده او سر كشى به كه ازين شيوه قدم در كشى

[وحضرت شيخ الاسلام قدس سره فرمود سرى كه درو سجودى نيست سفجه به ازدست وكفى كه دروجودى نيست كفجه به ازدست] ونعم ما قال

شرف نفس بجودست وكرامت بسجود هركه اين هردو ندارد عدمش به زوجود

قال فى التأويلات النجمية { إن الذين عند ربك } يعنى الذين افنوا افعالهم واخلاقهم وذواتهم فى اوامر الله واخلاقه وذاته فما بقوا عند انفسهم وانما بقوا ببقاء الله عنده { لا يستكبرون عن عبادته } لان الاستكبار من اخلاقهم وقد افنوها فى اخلاقه فما بقى لهم الاستكبار فكيف يستكبرون عن عبادته وقد افنوا افعالهم فى اوامر الله وهى عبادته فاعمالهم قائمة بالعبادة لا بالفعل وهم فى حال الفناء عن انفسهم والبقاء بالله { ويسبحونه } اى ينزهونه عن الحلول والاتصال والاتحاد عن ان يكون هو العبد او العبد اياه بل هو هو كما كان فى الازل لم يكن شيأ مذكورا { وله يسجدون } فى الوجود والعدم من الازل والابد سجدوا له من الازل فى العدم منقادين مسخرين قابلين لاحكام القدرة فى الايجاد للوجود وسجدوا له الى الابد فى الوجود ببذل الموجود منقادين مسخرين قابلين لاحكام القدرة فى تصاريف الاعدام والايجاد والابقاء.