خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ
٤٤
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار } سرورا بحالهم وشماتة باصحاب النار وتحسيرا لهم لا لمجرد الاخبار بحالهم والاستخبار عن حال مخاطبهم ووجه تيسر المناداة والمكالمة بين اهل الجنة واهل النار مع ان بعد ما بين الجنة والنار لا يعلم مقداره الا الله تعالى اذ كل درجة من درجات الجنان يقابلها دركة من دركات النيران فأى درجة فيها العامل بسبب عمله يستحق تارك ذلك العمل بسبب تركه اياه دركة من دركاة الجحيم فيكون اهل الدرجة مشرفا على اهل الدركة التى تقابلها كما قال تعالى { فاطلع فرآه فى سواء الجحيم } [الصافات: 55].
فامكن لهم تقريع اهل النار وتحسيرهم بقولهم { ان } تفسيرية للمنادى له لان النداء فى معنى القول او مخففة { قد وجدنا ما وعدنا ربنا } من الثواب والكرامة { حقا } بالفارسية [راست ودرست] { فهل وجدتم ما وعد ربكم } من العذاب. والوعد يستعمل فى الخير والشر { حقا } حذف المفعول من الفعل الثانى حيث لم يقل ما وعدكم كما قال ما وعدنا اسقاطا لهم عن رتبة التشريف بالخطاب عند الوعد { قالوا نعم } اى وجدناه حقا فاعترفوا فى وقت لا ينفعهم الاعتراف ولذا قيل

كنون بايد اى خفته بيدار بود جو مرك اندر آرد زخوابت جه سود
توبيش از عقوبت در عفو كوب كه سودى ندارد فغان زير جوب

{ فأذن } [بس آواز دهد] { مؤذن } [آواز دهنده] وهو ملك ينادى من قبل الله تعالى نداء يسمعه كل واحد من اهل الجنة واهل النار. وقيل هو صاحب الصور اى اسرافيل عليه السلام { بينهم } منصوب باذن اى اوقع ذلك الاذان بين الفريقين اى فى وسطهم { ان } تفسيرية لان التأذين فى معنى القول او مخففة { لعنة الله } استقرت { على الظالمين } اى على الكافرين دون المؤمنين لان الظلم اذا ذكر مطلقا يصرف الى الكمال وكمال الظلم هو الشرك وهو اخبار. وقيل هو ابتداء لعن منه عليهم.