خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
٢٢
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ خالدين فيها } اى فى الجنات { ابدا } تأكيد للخلود لزيادة توضيح المراد اذ قد يراد به المكث الطويل { ان الله عنده أجر عظيم } اى ثواب كثير فى الجنة لاقدر عنده لاجور الدنيا [در كشف الاسرار فرموده كه رحمت براى عاصيا نست ورضوان براى مطيعان وجنت براى كافه مؤمنان رحمت را تقديم كردتا اهل عصيان رقم نا اميدى برصفحات احوال خود نكشند كه هرجند كناه عظيم بود رحمت ازان اعظم است]

كنه ما فزون بود زشمار عفوت افنزونتر از كناه همه
قطره زآب رحمت توبس است شستن نامه سياه همه

اعلم انه كما ان الكفار بالكفر الجلى لا يساوون المؤمنين فى اعمالهم كذلك المشركون بالشرك الخفى لا يساوون المخلصين فى احوالهم ومقاماتهم فالزهد والتصوف والتعرف والتعبد المشوبة بالرياء والهوى والاغراض لا ثمرة لها عند اهل الطلب لانها خدمة فاسدة كبذر فاسد

دنيا دارى وآخرت مى طلبى اين ناز بخانه بدر بايد كرد

قيل لا تطمع فى المنزلة عند الله وانت تريد المنزلة عند الناس وفرقوا بين الخادم والمتخادم بان المتخادم من كانت خدمته مشوبة بهواه فلا يراعى واجب الخدمة فى طرفى الرضى والغضب لانحراف مزاج قلبه بوجود الهوى ويحب المحمدة والثناء من الخلق والخادم من ليس كذلك.
قال السرى الزهد ترك حظوظ النفس من جميع ما فى الدنيا ويجمع هذه الحظوظ المالية والجاهية حب المنزلة عند الناس وحب المحمدة والثناء. وجاء فى الاثر
"لا يزال لا اله الا الله يدفع عن العباد سخط الله ما لم يبالوا بما نقص من دنياهم فاذا فعلوا ذلك وقالوا لا اله الا الله قال الله تعالى كذبتم لستم بها صادقين" -روى- ان عابدا من بنى اسرائيل راودته ملكة عن نفسه فقال اجعلوا لى ماء فى الخلاء اتنظف به ثم صعد أعلى موضع فى القصر فرمى بنفسه فأوصى الله تعالى الى ملك الهواء ان الزم عبدي قال فلزمه ووضعه على الارض وضعا رفيقا فقيل لابليس ألا اغويته قال ليس لى سلطان على من خالف هواه وبذل نفسه لله فهذا هو الجهاد فى الله وثمرته الخلاص من الهلاك مطلقا.
قال العلماء بالله ينبغى للمريد ان يكون له فى كل شيء نية لله تعالى حتى فى اكله وشربه وملبوسه فلا يلبس الا الله ولا ياكل الا الله ولا ينام الا الله وقدو ورد فى الخبر
"من تطيب لله جاء يوم القيامة وريحه اطيب من المسك الا ذفر ومن تطيب لغير الله جاء يوم القيامة وريحه انتن من الجيفة" فالمريد ينبغى ان يتفقد جميع اقواله وافعاله ولا يسامح نفسه ان تتحرك بحركة او تتكلم بكلمة الا لله تعالى. وفى الأخير من الآيات اشارة الى من جاهد النفس وبذل الوجود والموجود جميعا فانه اعظم قربة فى مقام العندية من النفوس المتمردة ومن وصل الى مقام العندية فالله يعظم اجره اى يجده فى مقام العندية فافهم واسأل ولا تغفل عن حقيقة الحال