خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ
٥٢
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل } للمنافقين { هل تربصون بنا } التربص التمكث مع انتظار مجيئ شيء خيرا كان او شرا والباء للتعدية واحدى التاءين محذوفة اذ الاصل تتربصون. والمعنى ما تنتظرون بنا { الا احدى الحسنيين } اى العاقبتين اللتين كل واحدة منهما من حسنى العواقب وهما النصر والشهادة وهذا نوع بيان لما ابهم فى الجواب الاول وكشف لحقيقة الحال باعلام ان ما يزعمونه مضرة للمسلمين من الشهادة انفع مما يعدونه منفعة من النصر والغنيمة. والمعنى فما تفرحون الا بما نلنا مما هو احسن العواقب وحرمانكم من ذلك فأين انتم من التيقظ والعمل بالحزم كما زعمتم وفى الحديث "يضمن الله لمن خرج فى سبيله لا يخرج الا ايمانا بالله وتصديقا برسوله ان يدخله الجنة او يرجعه الى منزله الذى خرج منه نائلا ما نال من اجر أو غنيمة"

دولت اكر مدد دهددامنش آورم بكف كربكشد زهى طرب وربكشد زهى شرف

{ ونحن نتربص بكم } احد السوأيين من العواقب { أن يصيبكم الله } [آنكه برساند خداى تعالى بشما] { بعذاب من عنده } كما اصاب من قبلكم من الامم المهلكة من الصيحة والرجفة والخسف وكون العذاب من عند الله عبارة عن عدم كونه بايدى العباد { أو } بعذاب { بأيدينا } وهو القتل بسبب الكفر { فتربصوا } الفاء فصيحة اى اذا كان الامر كذلك فتربصوا بنا ما هو عاقبتنا { إنا معكم متربصون } ما هو عاقبتكم فاذا لقى كل منا ومنكم ما يتربصه لا تشاهدون الا ما يسرنا ولا نشاهد الا ما يسوؤكم وفى الحديث "مثل المؤمن مثل السنبلة تحركها الريح فتقوم مرة وتقع اخرى ومثل الكافر مثل الارزة ولا تزال قائمة حتى تنقعر" أى تنقطع يقال قعر الشجرة قلعها من اصلها فانقعرت. والأرزة شجر يشبه الصنوبر يكون بالشام وبلاد الارمن وقيل هو شجر الصنوبر: يعنى [مؤمن را عيش خوش نبود شادى باغم ونعمت باشدت ودرستى بايمارى وجنين بسيار بماند وكافرتن درست ودل خوش بود لكن بيك كرت بسراندر آيد وهلاك شود] وفى الحديث "من اهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة" يعنى ان الولى وهو المؤمن المطيع ينصر الله تعالى فيكون الله ناصره فمن عادى من كان الله ناصره فقد بارز بمحاربة الله وكل كافر ومنافق فهو مهين الاولياء واهانتهم بذر محصوله الهلاك والاستئصال وفى المثنوى

قصه عاد وثمود ازبهر جيست تابدانى كانبيارا ناز كيست
اين نشان خسف وقذف وصاعقه شد بيان عز نفس ناطقه
جمله حيوانرا بى انسان بكش جمله انسانرا بكش ازبهر هش
هش جه باشد عقل كل هو شمند هوش جزئى هش بود امانزند

وقد ذم الله المنافقين بتغيير الحال وعدم مواطأة الحال بالمقال وفى الحديث "لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" وفى الحديث "طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره" وفى الحديث "من شر الناس ذو الوجهين الذى يأتى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه آخر ومن كان ذا وجهين فى الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار" كما فى ابكار الافكار