خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْخِزْيُ ٱلْعَظِيمُ
٦٣
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ألم يعلموا } اى اولئك المنافقون والاستفهام للتوبيخ على ما اقدموا عليه من العظمة مع علمهم بسوء عاقبتهم { انه } اى الشان { من } شرطية معناها بالفارسية [هركس كه] { يحادد الله ورسوله } [خلاف كند باخداى تعالى وبارسول او وازحد دركذراند. والمحادة باكسى حرب يا خلاف كردن] كما فى تاج المصادر مفاعلة من الحد وهو الطرف والنهاية وكل واحد من المتخالفين والمتعاندين فى حد غير حد صاحبه { فان له } بالفتح على انه مبتدأ حذف خبره اى فحق ان له { نار جهنم خالدا فيها ذلك } العذاب الخالد { الخزى العظيم } الخزى الذل والهوان المقارن للفضيحة والندامة وهى ثمرات نفاقهم حيث يفتضحون على على رؤوس الاشهاد بظهورها ولحوق العذاب الخاص بهم.
واعلم ان كل نبى اوذى بما لا يحيط به نطاق البيان وكان النبى عليه السلام اشدهم فى ذلك كما قال
"ما اوذى نبى مثل ما اوذيت" ولما كانت الاذية سبب التصفية كان المعنى ما صفى نبى مثل ما صفيت واما قوله عليه السلام حين قسم غنائم الطائف فقال بعض المنافقين بعدم العدل "من يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله رحمة الله على اخى موسى لقد اوذى باكثر من هذا فصبر" فيحتمل ان يكون بالنسبة الى ذلك الوقت وقد زاد اذاه الى آخر العمر كمية واشتد كيفية هذا هو اللائح بالبال فاذا كان الانبياء عليهم السلام مبتلين بالاذية والنفى من البلد والقتل فما ظنك بالاولياء الكرام وهم احوج منهم الى التصفية لان قدس الانبياء اغلب وبواطنهم انور وسرائرهم اصفى.
قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده افندى قدس سره وانما كان الحسن مسموما والحسين مذبوحا رضى الله عنهما بسبب ان كمال تعينهما كان بالشهادة وكان النبى عليه السلام قادرا على تخليصهما بالشفاعة من الله تعالى ولكنه رأى كمالهما فى مرتبتهما راجحا على الخلاص
"حتى انه عليه السلام دفع قارورتين لواحدة من الازواج المطهرة وقال اذا أصفر ما فى احداهما يكون الحسن شهيداً بالسم واذا احمر ما فى الاخرى يكون الحسين شهيدا بالذبح فكان كذلك" .
فعلى العاقل الاطاعة والتسليم وتحمل الاذى من كل منافق لئيم فان الله تعالى مع المؤمن المتقى اينما كان فاذا كان الله معه وكاشف عن ذلك هان عليه الابتلاء لمشاهدته المبتلى على كل حال فى فرح وترح: وفى المثنوى

هر كجا باشد شه مارا بساط هست صحرا كربود سم الخياط
هركجا يوسف رضى باشد جوماه جنتست اوكرجه باشد قعر جاه