خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ
٦٥
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولئن سألتهم } عما قالوا بطريق الاستهزاء { ليقولن انما كنا نخوض } فى الكلام ونتحدث كما يفعل الركب لقطع الطريق بالحديث { ونلعب } كما يلعب الصبيان "-روى- انه عليه الصلاة والسلام كان يسير فى غزوة تبوك وبين يديه ركب من المنافقين يستهزئون بالقرآن وبالرسول عليه السلام ويقولون انظروا الى هذا الرجل يريد ان يفتتح حصون الشام وقصوره وهيهات هيهات يحسب محمد أن قتال بنى الاصفر معه اللعب والله لكأنهم يعنى الصحابة غدا مفرقون فى الجبال فاطلع الله نبيه على ذلك فقال اجلسوا علىّ الركب فاتاهم فقال قلتم كذا وكذا فقالوا يا نبى الله لا والله ما كنا فى شئ من امرك ولا من امر اصحابك انما كنا نخوض ونلعب" فلما انكروا ما هم فيه من الاستهزاء والتخفيف امر الله تعالى رسوله فقال { قل } يا محمد على طريق التوبيخ غير ملتفت الى اعتذارهم { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } عقب حرف التقرير بالمستهزئ به اشارة الى تحقق الاستهزاء وثبوته فانه فرق بين ان يقال تستهزئ بالله وبين ان يقال ابا لله تستهزئ فان الاول يقتضى الانكار على ملابسة الاستهزاء والثانى يقتضى الانكار على ايقاع الاستهزاء فى الله