خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ ٱللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٧٥
فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ
٧٦
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومنهم } اى من المنافقين { من عاهد الله } المعاهدة المعاقدة واليمين { لئن آتينا } اى الله تعالى { من فضله } [از فضل خود مالى] { لنصدقن } اى لنؤتين الزكاة وغيرها من الصدقات واصله لنتصدقن ادغمت التاء فى الصاد والمتصدق معطى الصدقة وسميت صدقة لدلالتها على صدق العبد فى العبودية { ولنكونن من الصالحين } قال ابن عباس رضى الله عنهما يريد الحج نزلت " فى ثعلبة بن حاطب الانصارى كان ملازما لمسجد رسول الله ليلا ونهارا وكان يلقب لذلك حمامة المسجد وكانت جبهته كركبة البعير من كثرة السجود على الارض والحجارة المحماة بالشمس ثم جعل يخرج من المسجد كلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفجر بالجماعة من غير لبث واشتغال بالدعاء فقال له عليه السلام يوما مالك صرت تعمل عمل المنافقين بتعجيل الخروج فقال يا رسول الله انى فى غاية الفقر بحيث لى ولامرأتى ثوب واحد وهو الذى على وانا اصلى فيه وهى عريانة فى البيت ثم اعود اليها فانزعه وهى تلبسه فتصلى فيه فادع الله ان يرزقنى مالا فقال عليه السلام ويحك يا ثعلبة (وهى كلمة عذاب وقيل كلمة شفقة) قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه فراجعه فقال عليه السلام اما ترضى ان تكون مثل نبى الله فوالذى نفسى بيده لو شئت ان تسير معى الجبال ذهبا وفضة لسارت واشار الى علم الكيمياء ولكن اعرف ان الدنيا حظ من لا حظ له وبها يغتر من لا عقل له فراجعه وقال يا رسول الله والذى بعثك بالحق نبيا لو دعوت الله ان يرزقنى مالا لاؤدين كل ذى حق حقه فقال عليه السلام اللهم ارزق ثعلبة مالا ثلاث مرات فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت بها ازقة المدينة فنزل واديا حتى فاتته الجماعة لا يصلى بالجماعة الا الظهر والعصر ثم نمت وكثرت فتنحى مكانا بعيد حتى انقطع عن الجماعة والجمعة فسأل عنه رسول الله فقيل كثر ماله حتى لا يسعه وادٍ اى وادٍ واحد بل يسعه اودية وصحارى فخرج بعيدا فقال عليه السلام يا ويح ثعلبة فلما نزل قوله تعالى { خذ من اموالهم صدقة } [التوبة: 103] استعمل النبى عليه السلام رجلين على الصدقات رجلا من الانصار ورجلا من بنى سليم وكتب لها الصدقة واسنانها وامرهما ان يأخذاها من الناس فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة واقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه الفرائض فقال ما هذه الا جزية ما هذه اخت الجزية وقال ارجعا حتى أرى رأيى وذلك قوله تعالى { فلما آتيهم } الله تعالى المال { من فضله } وكرمه { بخلوا به } اى منعوا حق الله منه { وتولوا } اى اعرضوا عن طاعة الله والعهد معه { وهم معرضون } وهو قوم عادتهم الاعراض فلما رجعا قال لهما رسول الله قبل ان يكلماه يا ويح ثعلبة مرتين فنزلت فركب عمر رضى الله عنه راحلته ومضى الى ثعلبة وقال ويحك يا ثعلبة هلكت قد انزل الله فيك كذا وكذا فجاء ثعلبة بالصدقة فقال عليه السلام ان الله منعنى ان اقبل منك فجعل يحثو التراب على رأسه لا لانه تاب عن النفاق بل للحوق العار من عدم قبول زكاته مع المسلمين فقال عليه السلام هذا (اى عدم قبول صدقتك) عملك اى جزاء عملك اراد قوله هذه جزية امرتك فلم تطعنى فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بها الى ابى بكر رضى الله عنه فلم يقبلها ثم جاء بها الى عمر رضى الله عنه فى خلافته فلم يقبلها وهلك فى خلافة عثمان رضى الله عنه.
قال الحدادى لم يقبل منه عثمان"
صدقته انتهى