خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ أَلاۤ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٩٩
-التوبة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن الاعراب } اى من جنسهم على الاطلاق كما فى الارشاد من اسد وجهينة وغفار واسلم كما فى التبيان { من يؤمن بالله واليوم الآخر } قال فى الروضة سمع اعرابى قوله تعالى { { الأعراب أشد كفراً ونفاقا } [التوبة: 97] فانقبض ثم سمع { ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر } فقال الله اكبر هجانا الله ثم مدحنا { ويتخذ ما ينفق } اى ينفقه فى سبيل الله { قربات } اى سبب قربات وذرائع اليها وهى ثانى مفعولى يتخذ { عند الله } صفتها.
قال الحدادى اى يتخذ نفقته فى الجهاد تقربا الى الله تعالى فى طلب المنزلة عنده والثواب والجمع باعتبار انواع القربات وافراداها.
وفيه اشارة الى الحديث القدسى
"من تقرب الى شبرا تقربت اليه ذراعا"
. { وصلوات الرسول } اى وسائل اليها وسببها فانه عليه السلام كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم ولذلك سن للمتصدق عليه وهو من يأخذ الصدقة ان يدعو للمتصدق اى معطى الصدقة عند اخذ صدقته لكن ليس له ان يصلى عليه كما فعله عليه السلام حين قال "اللهم صل على آل ابى اوفى" فان ذلك منصبه فله ان يتفضل به على من يشاء { ألا } كلمة تنبيه { إنها } اى النفقة المدلول عليها بما ينفق والتأنيث باعتبار الخير { قربة } عظيمة { لهم } اى سيقربهم الله بهذا الانفاق إذا فعلوه وهو شهادة لهم من جناب الله تعالى بصحة ما اعتقدوه من كون ما ينفقونه فى سبيل الله سبب قربات وتصديق لرجائهم { سيدخلهم الله فى رحمته } وعدلهم باحاطة رحمته الواسعة بهم وتفسير للقربة. والسنين لتحقيق الوعد لانها فى الاثبات بمنزلة لن فى النفى.
وقال الكاشفى [زود باشدكه درآرد خداى تعالى ايشانرا دربهشت خودكه محل نزول رحمتست] { ان الله غفور } [آمر زنده است مر متصدقانرا] { رحيم } [مهربانيست بر مقربان].
واعلم ان فضل الصدقة والانفاق لا يخفى على احد -حكى- انه وقع القحط فى بنى اسرائيل فدخل فقير سكة من السكك وكان فيها بيت غنى فقال تصدقوا على لاجل الله فاخرجت اليه بنت الغنى خبزا حارا فاستقبله الغنى فقال من دفع اليك هذا الخبز فقال ابنة من هذا البيت فدخل وقطع يد ابنته اليمنى فحول الله حاله فافتقر ومات فقيرا ثم ان شابا غنيا استحسن الابنة لكونها حسناء فتزوجها وادخلها داره فلما جن الليل احضرت مائدة فمدت اليد اليسرى فقال الغنى سمعت ان الفقراء يكونون قليلى الادب فقال مدى يدك اليمنى فمدت اليسرى ثانيا وثالثا فهتف بالبيت هاتف اخرجى يدك اليمنى فالرب الذى اعطيت الخبز لاجله رد عليك يدك اليمنى فاخرجت يدها اليمنى بامر الله تعالى واكلت كذا فى روضة العلماء ففى الحكاية ان من آتاه الله تعالى نعمة فلم يؤد شكرها عوقب بزوالها ألا ترى الى بلعم لم يشكر نعمة الاسلام فقبضه الله على ملة الكفر كما فى منهاج العابدين فان من طلب رضى الله تعالى فى كل فعل وترك جبر الله كسره وان الاكل باليسرى خلاف الادب فان الشيطان يأكل بيساره الا ان يكون معذورا بسبب من الاسباب: وفى المثنوى

كفت بيغمبر كه دائم بهر بند دوفرشته خوش منادى ميكنند[1]
كاى خدايا منفقانرا سيردار هردرمشان را عوض ده سد هزار
اى خدايا ممسكانرا درجهان تومده الازيان اندر زيان
آن درم داذن سخى را لائق است جان سبردن خود سخاى عاشق است[2]
نان دهى ازبهر حق نانت دهند جان دهى ازبهر حق جانت دهند
هركه كارد كزدد انبارش تهى ليكش اندر مزرعه باشد بهى
وانكه در انبار ماند وصرفه كرد اسبش وموش وحوادثها اش خورد

قيل ما منع مال من حق الا ذهب فى باطل اضعافه قال على رضى الله عنه فرض فى اموال الاغنياء اقوات الفقراء فما جاع فقير الا بما منع غنى والله سائلهم عن ذلك