{ بسم الله الرحمن الرحيم * الۤمۤر... }
قيل: معناه: أنا أعلم، الله أعلم وأرى. وقيل: مختصرة من لفظ المرسل، على عادة رمز المحبين. أو إشارة إلى العوالم الأربعة: فالألف لوحدة الجبروت، واللام لتدفق أنوار المكوت، والميم لحس عالم الملك والراء لسريان أمداد الرحموت.
قال تعالى: { ... تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }.
قلت: (تلك) مبتدأ. و(آيات): خبر، و(الذي أُنزل): مبتدأ، و(الحق): خبر، والجملة الثانية كالحجة على الجملة الأولى.
يقول الحق جل جلاله: أيها المرسل المعظم، والحبيب المفخم، { تلكَ } الآيات التي تتلوها على الناس هي { آياتُ الكتاب } المنزل من حضرة قدسنا. { و } الكتاب أي: القرآن { الذي أُنزل إليك من ربك } هو { الحق } الذي لا ريب فيه، { ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يؤمنون }؛ لإخلالهم بالنظر والتأمل فيه.
الإشارة: لَوْ صَفَت القلوب من الأكدار، ومُلئت بالمعارف والأنوار؛ لفهمتْ أسرار الكتاب، وجواهر معانيه، ولأدركت معرفة الحق من كلامه؛ لأن الكلام صفة المتكلم، ولكن أكثر الناس اشتغلوا بمتابعة الهوى، فصُرفوا عن فهم الكلام، وفاتهم معرفة المتكلم.
ولذلك لم يكتف الحق تعالى بآيات الكتاب حتى ذكر دلائل توحيده وكمال قدرته، فقال: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ... }