خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ
٩١
-الأنبياء

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد

يقول الحقّ جلّ جلاله: { و } اذكر { التي أحصنت فرْجَها } على الإطلاق من الحلال والحرام، والتعبير عنها بالموصول؛ لتفخيم شأنها، وتنزيهها عما زعموه في حقها. { فنفخنا فيها من رُّوحِنَا } أي: أجرينا روح عيسى فيه وهو في بطنها، أو نفخنا في درع جيبها من ناحية روحنا، وهو جبريل عليه السلام، فأحدثنا بذلك النفخ عيسى عليه السلام، وإضافة الروح إليه تعالى؛ لتشريف عيسى عليه السلام، { وجعلناها وابنها } أي قضيتهما، أو حالهما، { آية للعالمين }، فإن من تأمل حالهما تحقق بكمال قدرته تعالى. وإنما لم يقل آيتين، كما قال: { { وَجَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ } [الإسرَاء: 12]؛ لأن مجموعهما آية واحدة، وهي ولادتها إياه من غير فحل. وقيل: التقدير: وجعلناها آية وابنها كذلك، فآيةٌ مفعول المعطوف عليه، فحذف أحدهما لدلالة الآخر عليه. والله تعالى أعلم.
الإشارة: مَنْ حَصَّلَ التقوى في صغره، كان آية في كِبَرِهِ. تقول العامة: الثور الحراث في الربك يبان، وتقول الصوفية: البداية مجلاة النهاية. وقالت الحكماء: الصغر يخدم على الكبر. وبالله التوفيق.
ثمَّ ذكر اتفاقهم في التوحيد