خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
١٥٢
-النساء

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد

قلت: { بين }: من الأمور النسبية، فلا بد أن تدخل على متعدد، تقول؛ جلست بين فلان وفلان، وإنما دخلت هنا على { أحد }؛ لأنه يقتضي متعددًا لعمومه، لانه رفع في سياق النفي. قاله البيضاوي.
يقول الحقّ جلّ جلاله: { والذين آمنوا بالله } وما يجب له من الكمالات، { ورسله } وما يجب لهم كذلك، { ولم يُفرقوا بين أحد منهم } بأن آمنوا بجميعهم، وصدقوا بكل ما جاؤوا به من عند ربهم، { أولئك سوف نؤتيهم أجورهم } الموعودة لهم، بأن نُجِلَّ مقدارهم، ونرفع مقامهم، ونُبوئهم في جنات النعيم. وتصديره بسوف؛ لتأكيد الوعد والدلالة على أنه كائن لا محالة وإن تأخر وقته، ولمًا كان العبد لا يخلوا من نقص، رفع الخوف عنهم بقوله: { وكان الله غفورًا } لما فرط منهم { رحيمًا } بهم بتضعيف حسناتهم.
الإشارة: والذين صدقوا بأولياء الله، وعظموا جميعهم، واقتبسوا من أنوارهم كلهم، أولئك سوف نؤتيهم أجورهم، بأن أُنعمهم في جنات المعارف في دار الدنيا، فإن ماتوا أسكنَّاهم في الفراذيس العُلَى
{ { في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } [القمر:55]. والله تعالى أعلم.