قوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ } إلى قوله { عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }.
معنى: أخبتوا: أنابوا، وقيل: معناه: اطمأنوا وقيل: خشعوا، وتواضعوا، وتضرعوا. والمعاني في ذلك متقاربة. وإلى: هنا بمعنى اللام، والمعنى: "لربهم"، كما وقعت اللام بمعنى "إلى قوله". أوحى لها: أي: إليها.
ثم قال تعالى: { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ } أي: مثل الكافر كالأعمى، والأصم، والمؤمن كالبصير، والسميع: فهذا مثل ضربه الله عز وجل، للكافر والمؤمن، فالكافر أصم عن الحق، أعمى عن الهدى، لا يبصره، والمؤمن يبصر الهدى، ويسمع الحق، فينتفع به.
{ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } على اختلاف حاليهما. ومثل نصبه مصدر في موضع الحال. (مثلاً): وقف عند نافع.
ثم قال تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنَّي لَكُمْ }: من كسر "إني"، فالمعنى: فقال: إني، ومن فتح فَعَلَى تقدير حذف الجر.
والمعنى: أنذركم بأسه، وعقابه إن تماديتم على الكفر.
{ مُّبِينٌ }: أي: أبين لكم ما أرسلت به إليكم. ثم بين تعالى: بأي شيء أرسل، فقال: { أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ } إن تماديتم على كفركم. { إِلَىٰ قَوْمِهِ }: وقف إن كسرت "إني"، وجعلت "ألا" تعبدوا متعلقاً بنذير.