خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً
٩٧
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً
٩٨
-مريم

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله تعالى ذكره: { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } إلى آخر السورة.
أي: فإنما سهلنا يا محمد، هذا القرآن بلسانك، وبلغتك لتبشر به من آمن وتنذر من كفر من قومك.
ومعنى: { قَوْماً لُّدّاً } أي: أشداء في الخصومة، لا يقبلون الحق.
قال ابن عباس: "قَوْماً لُدّاً" أي: ظلمة.
وقال أبو صالح: لداً: عوجاً عن الحق.
وقال مجاهد: اللّد": الظالم الذي لا يستقيم.
وقال قتادة: "لداً" جدلاً بالباطل.
وقال حسن: "لدا" صماً.
وقال أبو عبيدة: "اللّد" الذي لا يقبل الحق، ويدعي الباطل.
وعن مجاهد: "قوماً لداً" فجاراً.
ثم قال تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ }. أي: وكثير من القرون أهلكنا قبل هؤلاء المشركين، بسلوكهم مسلك قومك في الكفر والخصومة في الدين.
{ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ }.
أي: هل ترى منهم من أحد أو تعاينه { أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }. أي: صوتاً. بل بادوا وهلكوا، ولقوا ما عملوا، وكذلك، قومك يا محمد صائرون إلى ما صار إليه أولئك، إن ماتوا على ما هم عليه من الكفر، يقال: أحسست فلاناً: أبصرته، وحسسته أحسه قتلته.
قال قتادة: معناه: هل ترى عيناً أو تسمع صوتاً.
والرِكْز في كلام العرب الصوت الخفي.