قوله: { وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً } الآية.
قوله: { فَرِهَٰنٌ } هو جمع رهن، كبَغْلٍ وبِغَالٍ وكَبْشٍ وكِبَاشٍ.
ومن قرأ: "فَرُهُنٌ" فهو جمع الجمع. هو جمع "رِهَانٍ": كـ "كِتَابٍ": و "كُتُبٍ"، / و "حِمَارٍ" و "حُمُرٍ".
وقيل: هو جمع "رَهْنٍ"، كـ "سَقْفٍ" و "سُقُفٍ".
ومن قرأ "فَرُهْنٌ" بالإسكان / فإنما أسكن الضمة لثقلها.
وقرأ ابن عباس "كِتَاباً"، وقال: "قد لا توجد الصحيفة"، وكذلك قرأ أبو العالية وعكرمة والضحاك ومجاهد. وهو واحد الكتب.
وقيل: هو جمع "كَاتِبٍ"، كما يقال: "قَائِمٌ" و "قِيَامٌ".
وروي أيضاً عن ابن عباس: { وَلَمْ تَجِدُواْ } "كُتَّاباً"، على وزن "فُعَّالٍ" وهو جمع "كاتب"، "كضَارِبٍ" و "ضُرَّابٍ".
وهذه الآية أرخص الله فيها في قبض الرهان عند عدم الكاتب، والرهن لا يكون رهناً حتى يقبض من مالكه بقوله: { مَّقْبُوضَةٌ }، سواء قبضه المرتهن عنده أو جعله على يدي عدل عند مالك.
قوله: / { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ }.
أي إن ترك صاحب الدين، أخذ الرهن، وأمن الذي عليه الدين، فليؤد ما عليه لأنها أمانة، وليتق الله ربه فيما قد اؤتمن به.
وقال الضحاك: "هذه الأمانة التي فسخ فيها إنما في السفر، دون الحضر".
قوله: { وَلاَ تَكْتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ } الآية. هو نهي للشهداء وتحذير لهم.
{ فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ }. أي فاجر قلبه.
{ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }.
أي يعلم ما تصنعون في شهاداتكم من إحالتها، والإتيان بها على وجهها فيحصي ذلك عليكم / ويجازيكم به.