خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
٦٦
-البقرة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً }.
أي: فجعلنا العقوبة نكالاً وهي المسخة، وعليه أكثر أهل التفسير. وقيل: الهاء للقردة.
وقيل: للأمة الذين اعتدوا.
وروي عن ابن عباس أنه قال:
{ جَعَلْنَاهَا } [الحج: 36]. أي: جعلنا الحيتان نَكَالاً لأن العقوبة من أجلها كانت. فدل الكلام عليها نكالاً لا عقوبة" عن ابن عباس.
ومعنى "نَكَّلْتُ به" عند أهل اللغة: فعلت به ما ينكل غيره أن يفعل مثله فيصيبه مثل ما أصابه.
قوله: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } أي: من بعدهم ليحذر ويتقي.
{ وَمَا خَلْفَهَا } لمن بقي منهم عبرة. قاله ابن عباس.
وقال الربيع: "لما خلا من ذنوبهم: أي عوقبوا [من أجل ما] خلا من ذنوبهم، { وَمَا خَلْفَهَا }: أي: عبرة لمن بقي من الناس".
وروى عكرمة عن ابن عباس: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا }: من / القرى".
وقال قتادة: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا }: مِن ذنوبها التي مضت، { وَمَا خَلْفَهَا }: تعديهم في السبت وأخذهم الحيتان". وكذلك قال / مجاهد.
وقال السدي: "{ لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } ما سلف من ذنوبها، { وَمَا خَلْفَهَا }: للأمم التي بعدها ألا يعصوا فيصنع بهم مثل ذلك".
قوله: { وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }.
أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن لا ينتهكوا ما حرم الله عليهم فيصيبهم مثل ذلك.