خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ
١٢٧
-آل عمران

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } الآية. المعنى: ليقطع طرفاً من الذين كفروا نصركم، فبهذا تتعلق اللام. ويجوز أن تكون متعلقة بـ "يمددكم".
والطرف: الطائفة [من الكفار بمحمد صلى الله عليه وسلم].
[وتقدير الآية { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ } فيهلك من الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم].
قال قتادة: قطع الله يوم بدر طرفاً من الذين كفروا، وقتل صناديد رؤسائهم في الشر. وقال السدي: عنى بذلك يوم أحد قتل منهم ثمانية عشر رجلاً، فذكرهم الله في قوله: { لِيَقْطَعَ طَرَفاً }، ثم ذكر الشهداء فقال بعد ذلك
{ { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } [آل عمران: 169] ومعنى: { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } أو يخزيهم بالخيبة مما رجوا من الظفر { فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ }.
وقيل: معناه: أو يصرعهم لوجوههم سُمِعَ من العرب كبته الله لوجهه بمعنى صرعه. ذكره أبو عبيدة، وعن أبي عبيدة أيضاً، الكبت: الهلاك، وقيل: معناه: يغيظهم ويخزيهم ومنه
{ { كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } [المجادلة: 5].
والأصل فيه عند أهل النظر يكبدهم من أصاب كبده بشر وحزن وغيظ، ثم أبدل من الدال تاء لقرب مخرجهما كما قال: هرت التوب وهردت إذا حرضه يقال قد أخرق الحزن كبده، والخائب الذي لم ينل ما أمل.