قوله: { فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } الآية.
المعنى: فأجابهم ربهم { أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ } عمل خيراً، روي عن أم سلمة أنها قالت: يا رسول الله، لا أسمع الله يذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله عز وجل { أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ } أي ذكراً كان أو أنثى.
قال الكوفيون: دخلت { مِّن } في قوله { مِّن ذَكَرٍ } على التفسير لقوله { مِّنْكُمْ } أي: منكم من الذكور والإناث، قال: وليست من هاهنا يجوز حذفها لأنها دخلت لمعنى لا يصلح الكلام إلا بها وإنما يجوز حذفها إذا كانت تأكيداً للجحد. وقال بعض البصريين: دخلت { مِّن } هاهنا كما دخلت في قولك: قد كان من حديث فلان كذا، قال: وحرف النفي قد تقدم في قوله { أَنِّي لاَ أُضِيعُ } قد دخلت للتأكيد، والأحسن أن تكون من للتفسير كما تقدم.
ومعنى: { بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ } أن بعضكم في النصر والمذلة والجزاء من بعض أي حكم الجميع الذكر والأنثى سواء { لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } أي لأمحونها عنهم ولأسترنها عليه { ثَوَاباً } مصدر لأنه كما قال { وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي } كان بمعنى لأثيبنهم ثواباً.