قوله: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ (أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ) } الآية.
(والمعنى): هل ينظر هؤلاء المشركون { إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ }، يعني عند الموت، تقبض أرواحهم، { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } أي: لفصل القضاء بين خلقه في موقف القيامة، { أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ } وذلك طلوع الشمس من مغربها، قاله مجاهد.
ثم قال تعالى: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا } أي: إذا طلعت (الشمس) من مغربها، لم ينفع الكافر إيمانه. روى أبو هريرة أن النبي عليه السلام قال: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها" ، فذلك حين { لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً }.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن باب التوبة مفتوح قبل المغرب عرضُهُ مسيرة سبعين عاما، لا يزال مفتوحاً حتى تطلع من قبله الشمس" ، ثم قرأ الآية.
قال عبد الله بن عمر: يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة.
قال النبي عليه السلام: "وآية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال" . وقال ابن مسعود: بقي من الآيات أربع: "طلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، والدجال، وخروج يأجوج ومأجوج، والآية التي تختم بها الأعمال طلوع الشمس من مغربها".
المعنى: { أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً } أي (و) عملت في تصديقها بالله عملاً صالحاً، فمن عمل - قبل الآية - خيراً قُبِل منه ما يعمله بعد الآية، ومن لم يعمل - قبل الآية - خيراً لم يُقْبَل منه ما يعمله بعد الآية.
ثم قال تعالى: { قُلِ ٱنتَظِرُوۤاْ } أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: انتظروا إتيان الملائكة لقبض أرواحكم، أو يأتي ربكم لفصل القضاء بينكم، أو يأتي بعض آيات ربكم، أي: التي (أنا) منتظر لذلك معكم.