خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ
٣١
-الأعراف

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { يَابَنِيۤ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ } الآية.
هذا خطاب لهؤلاء القوم الذين كانوا يتعرون في الطواف، فأمروا بالكسوة { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ }.
قال السدي: "الزينة"، ما يواري العورة، قال: وكانوا يحرمون الودك ما أقاموا بالموسم، فقال لهم الله (عز وجل): { وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ }، أي: في التحريم.
وقال ابن زيد: { [وَ]لاَ تُسْرِفُوۤاْ }: لا تأكلوا حراماً.
[و] قال علي رضي الله عنه: ليس في الطعام سرف.
قال ابن عيينة: ليس في الحلال سرف؛ إنما السرف في ارتكاب المعاصي.
(والإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله مما حرم الله، عز وجل، أن يؤكل منه شيء، أو تأكل مما أحل لك فوق القصد ومقدار الحاجة، فأعلم الله، عز وجل، أنه لا يحب من أسرف، ومن لم يحببه الله، عز وجل، فهو في النار، نعوذ بالله من النار).
وروى قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم،
"قال في قوله [تعالى]: { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ }، قال: صلوا في النعال " .
فستر العورة فرض بهذه الآية على أبصار جميع الناظرين، إلا الأزواج، أو ما ملكت الأيمان.
وقيل معنى: { وَلاَ تُسْرِفُوۤاْ }، [أي]: لا تحرموا الحلال، كما حرم أهل الجاهلية البحيرة، والسائبة، وغير ذلك.