تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه
قوله: { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ }، إلى: { جَاثِمِينَ }.
قرأ الحسن: "تَنحَتُونَ"، بالفتح، للمبالغة.
وقرأ الأعمش "تَعِثُوا"، بكسر الثاء، وهي لغة.
والمعنى: إن صالحاً، عليه السلام، ذكرهم نعم الله (عز وجل) عليهم، وأنه استخلفهم في الأرض بعد عاد.
{ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ }. أي: جعل لكم فيها مساكن وأزواجاً.
{ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً }. أي: تبنون في السهل من الأرض قصوراً.
{ وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً }. قال السدي: كانوا ينقبون في الجبال البيوت، وذلك لطول أعمارهم.
{ فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ }.
أي: نعمة الله عليكم.
{ وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }. أي: تفسدوا أشد الفساد. والعثو: أشد الفساد.
فـ: { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ }، أي: الأشراف الذين استكبروا عن الإيمان، { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ }، وهم: أهل المسكنة من تُبَّاع صالح (عليه السلام)، المؤمنين منهم، { أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً }، رسول الله، { قَالُوۤاْ إِنَّا } بالذي أرسله الله به { مُؤْمِنُونَ }، أي: مقرون أنه من عند الله (عز وجل)، { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ }، عن أمر الله (سبحانه)، { إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ } مما جاء به صالح، { كَافِرُونَ }، أي: جاحدون.
فعقرت ثمود ناقة الله (عز وجل)، { وَعَتَوْاْ }، أي: تجبروا وتكبروا عن أمر ربهم.
وقال مجاهد: { عَتَوْاْ }: علوا في الباطل.
وسألوه أن يأتيهم العذاب الذي أوعدهم به، { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ }، أي: الصيحة.
قال مجاهد والسدي: { ٱلرَّجْفَةُ }: هي الصيحة.
يقال: رجف بفلان: إذا حرك وارتجج.
و "الرجفة" في اللغة: الزلزلة الشديدة.
{ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }.
أي: ساقطين على رُكَبِهِمْ. وأصل الجُثُومِ، للأرنب، والطير، وشبهه، وهو البروك على الركب.
ومعنى { دَارِهِمْ }: عند مسكنهم، وموضعهم اجتماعهم وهي القرية.
ومعنى { دِيَارِهِمْ } [هود: 67]: منازلهم.