قوله: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ (وَٱتَّقَواْ) }، إلى قوله: { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }.
المعنى: ولو أن أهل القرى الذين أرسل إليهم الرسل آمنوا، لنزل مطر السماء عليهم. وأنبتت الأرض، فذلك "البركات".
وأصل "البركة": المواظبة على الشيء. يقال: بارك فلان على فلان، أي: واظب عليه.
فمعنى: { بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ }. أي: ما يتتابع من [خير] السماء والأرض.
{ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ }، بالرسل. { فَأَخَذْنَٰهُمْ }. أي: عجلناهم العقوبة. { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }. أي: بعملهم الرديء.
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ }، [أي] المكذبون، { أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا }، أي: عقوبتنا، { بَيَٰتاً }، أي: ليلاً، { وَهُمْ نَآئِمُونَ }، أو يأتيهم { ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }. يقال لكل من عمل عملاً لا يجدي عليه نفعاً، إنما أنت لاعب.
{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ / ٱللَّهِ }.
أي: استدراج الله إياهم بما أنعم عليهم في دنياهم من الصحة والرخاء، فليس يأمن استدراج الله { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ }، أي: الهالكون.
وقيل: هو توعد لمن كذب بمحمد، (عليه السلام).
وقيل: { مَكْرَ ٱللَّهِ } (عز وجل): عذابه.
وحقيقة "المكر": (الكيد)، والكيد من الله (سبحانه) عقوبة للعبد من حيث لا يعلم.
قوله: { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ }، المعنى: أولم يهد الهدى، أي: يبين لهم الهدى.
وقيل معناه: أولم يهد الله، أي: يبين لهم الله، أنه لو شاء أصابهم بذنوبهم، كما فعل بمن كان قبلهم، الذين ورث هؤلاء الأرض عنهم.
{ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ }. أي: نختم عليها، فلا ينتفعون بموعظة.
قال ابن عباس: { أَوَلَمْ يَهْدِ }، أو لم يستبن لهم.
وقال ابن زيد: أو لم يتبين لهم.
وأكثرهم على أن المعنى: أو لم يَبِنْ لهم؛ لأن أصل الهدى: البيان.