خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٧٥
-الأنفال

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ [فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ] }، الآية.
المعنى: والذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به، من بعد ما أمرتكم بموالاة المهاجرين والأنصار وتوارثهم، وهاجروا إليكم وجاهدوا معكم { فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ }، يعني الذين آمنوا من بعد الحديبية، { وَهَاجَرُواْ }، ويقال لها: الهجرة الثانية، { فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ }، أي: مثلكم في النصر والموالاة والمواريث.
ثم قال تعالى: { وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ }.
هذا نسخ لما تقدم / من التوارث بالهجرة دون القرابة التي ليس معها هجرة.
قال اسماعيل القاضي: عنى بذوي الأرحام من يرث منهم، هم أولى ممن لا يرث من ذوي الأرحام، ومن غيرهم ممن لا نسب بينه وبين الميّت، فأما الولاء فهو قائم بنفسه في الميراث كما جعله النبي صلى الله عليه وسلم.
ومعنى { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ }، في اللوح المحفوظ، هو كذلك قد سبق في علمه تعالى أنه كذلك بأمرنا.
{ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.
أي: يعلم ما ينقلكم إليه قبل أن ينقلكم، لا إله إلا هو.