خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
١٢٨
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
١٢٩
-التوبة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ }، إلى آخر السورة.
المعنى: لقد جاءكم، / أيها المؤمنون وأيها العرب، { رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ }، أي: تعرفونه، لا من غيركم فتتهموه في النصيحة لكم.
وقيل معنى { أَنفُسِكُمْ } بشر مثلكم.
{ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }.
أي: ما عنتكم، أي: ما أدخل عليكم المشقة.
وأصل "العنت": الهلاك.
وقيل معنى: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }، أي: عزيز عليه أن تدخلوا النار، { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، أن تدخلوا الجنة.
وقيل معنى: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، أي: حريص على هدى ضُلاَّلِكُم وتوبتهم.
وقال قتادة: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } أي: عزيز عليه عَنَت مؤمنيكم.
وقال ابن عباس { مَا عَنِتُّمْ }: ما ضللتم.
وقال قتادة: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، أي: حريص على هُدَى ضُلاَّلِكُم.
وهذا مخاطبة لأهل مكة.
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ }.
أي: إن تولى هؤلاء يا محمد، عن الإيمان، { فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ }، أي: يكفيني الله، { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ }.
قال أبيُّ بن كعب: آخر آية نزلت:
{ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ }، إلى آخر السورة.
{ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، وقف تام عند الأخفش، لأن هذا مخاطبة لأهل مكة، وقوله: { بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ (رَّحِيمٌ) }، لكل المؤمنين.