قوله: { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ }، إلى آخر السورة.
المعنى: لقد جاءكم، / أيها المؤمنون وأيها العرب، { رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ }، أي: تعرفونه، لا من غيركم فتتهموه في النصيحة لكم.
وقيل معنى { أَنفُسِكُمْ } بشر مثلكم.
{ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }.
أي: ما عنتكم، أي: ما أدخل عليكم المشقة.
وأصل "العنت": الهلاك.
وقيل معنى: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }، أي: عزيز عليه أن تدخلوا النار، { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، أن تدخلوا الجنة.
وقيل معنى: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، أي: حريص على هدى ضُلاَّلِكُم وتوبتهم.
وقال قتادة: { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } أي: عزيز عليه عَنَت مؤمنيكم.
وقال ابن عباس { مَا عَنِتُّمْ }: ما ضللتم.
وقال قتادة: { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، أي: حريص على هُدَى ضُلاَّلِكُم.
وهذا مخاطبة لأهل مكة.
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ }.
أي: إن تولى هؤلاء يا محمد، عن الإيمان، { فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ }، أي: يكفيني الله، { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ }.
قال أبيُّ بن كعب: آخر آية نزلت:
{ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ }، إلى آخر السورة.
{ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }، وقف تام عند الأخفش، لأن هذا مخاطبة لأهل مكة، وقوله: { بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ (رَّحِيمٌ) }، لكل المؤمنين.