خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
٨
-التوبة

تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه

قوله: { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ }، الآية.
{ كَيْفَ }: في موضع نصب، وكذلك
{ كَيْفَ يَكُونُ } [التوبة: 7].
والمعنى: كيف يكون لهؤلاء المشركين عهد، وهم / قد نقضوا العهد، ومنهم من لا عهد له، وهم: { إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً }.
و { كَيْفَ } هذه، قد حذف الفعل بعدها لدلالة ما تقدم من الكلام عليه.
قال الأخفش المعنى: { كَيْفَ } لا تقتلونهم.
وقال أبو إسحاق، التقدير: كيف يكون لهم عهد، { وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ }، وحذف هذا الفعل؛ لأنه قد تقدم ما يدل عليه، ومثله قول الشاعر:

وخَبَّرتُماني أَنَّما المَوْتُ في القُرى فَكَيْفَ وَهَاتَا هَضْبةٌ وَقَلِيبُ

والمعنى: فكيف يكون الموت في القُرى، وهاتا هضبة وقليبُ، لا ينجو فيهما منه أحد؟
و "الإلُّ": القرابة و "الذِّمَّةُ": العهد. قاله ابن عباس.
وقال قتادة "الإلُّ": الله، و "الذِّمَّةِ": العهد.
وقال مجاهد "الإلُّ": الله، و "الذِّمَّةُ": العهد.
وقال ابن زيد: "الإلّ": العهد، و "الذمة": العهد، لكنهما كررا لما اختلف لفظهما.
وجمع "الإلّ" الذي هو القرابة: الآلٌ، بمنزلة "عدل وأعدل"، وفي الكثير: ألول ألالُ.
وقوله: { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ }.
أي: يعطونكم بألسنتهم خلاف ما يضمرون في نفوسهم.
{ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ }.
أي: تأْبى أن تذعن بتصديق ما يبدوا بألسنتهم.
{ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ }.
أي: خارجون عن أمر الله عز وجل، بنقضهم وكفرهم.