خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
٢٨
لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ
٢٩
قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
٣٠
-النور

تفسير الجيلاني

{ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ } أي: في البيوت { أَحَداً } تستأذنون منه { فَلاَ تَدْخُلُوهَا } لئلا تُتهموا بأنواع التهمة بل اصبروا { حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ } أي: لا تدخلوا حتى تجدوا من يأذن لكم { وَ } بعدما وجدتم { إِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ } فالوقت لا يسع بالدخول { فَٱرْجِعُواْ } على الفور بلا تفحصٍ، وتفتيشٍ عن أسبابه على وجه الإلحاح والاقتراح حخغ يفعله جهلة الناس.
{ هُوَ } أي: الرجوع بلا تفتيش { أَزْكَىٰ لَكُمْ } وأظهر لنفوسكم من الإلحاح { وَٱللَّهُ } المدبر لمصالحكم { بِمَا تَعْمَلُونَ } وتأملون في نفوسكم { عَلِيمٌ } [النور: 28] يجازيكم على مقتضى علمه وخبرته.
{ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } أي: ضيق ومنع { أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ } مع أن { فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } تستأجرونها أو تستعيرونها للادخار والاستخزان، { وَ } بالجملة: { ٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { يَعْلَمُ } منكم { مَا تُبْدُونَ } وتظهرون { وَمَا تَكْتُمُونَ } [النور: 29] وتخفون، يجازيكم على مقتضى علمه.
ثم أمر سبحانه لحيبيه بتذكير عباده، وتهذيب أخلاقهم سيما في حفظ المحارم والحدود فقال: { قُلْ } يا أكمل الرسل { لِّلْمُؤْمِنِينَ } المصدقين بحدود الله، الممتثلين بأوامره { يَغُضُّواْ } وينقصوا { مِنْ أَبْصَارِهِمْ } مطلقاً دائماً حتى لا يقع نظرهم بغتةً إلى المحرمات، بل لهم أن يديموا النظر إلى الطريق الذي مشوا عليها، حتى يَسلَموا من شرور أمارتهم وصَولة جنود الشهوات عليهم.
{ وَ } قل لهم أيضاً: { يَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } عن أمارات الزنا، وعلامات السفاح ومقدماته، ويتقوا عن مواضع التهم ومظانِّ الرمي والقذف مطلقاً { ذٰلِكَ } الغضُّ والحفظُ { أَزْكَىٰ لَهُمْ } وأطهرُ لنفوسهم { إِنَّ ٱللَّهَ } الرقيبَ على جميع حالاتهم { خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [النور: 30] من التفكر والترامز، وإجالة النظر، وتحريك سائر الأعضاء نحو ما يشتهون من المحرمات.