{ وَ } حرمت أيضاً عليكم { ٱلْمُحْصَنَٰتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ } الأجنبيات اللاتي أحصنهن أزواجهن { إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَٰنُكُمْ } من المسبيات اللاتي لهن أزواج كفار؛ إذ بالسبي يرتفع النكاح، فصار تلك المحرمات { كِتَٰبَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } أي: من الأمور التي حرمه الله عليكم حتماً مقتضياً { وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ } أي: ما سوى المحرمات المذكورة، وإنما أحل لكم ما أحل { أَن تَبْتَغُواْ } أي: لأن تطلبوا { بِأَمْوَٰلِكُمْ } أزواجاً حلائل مصلحات لدينكم، صالحات لإبقاء نوعكم حال كونكم { مُّحْصِنِينَ } بهن دينكم { غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ } أي: مجتنبين عن الزنا المؤدي إلى إبطال حكمة الله وإفساد مصلحته { فَمَا ٱسْتَمْتَعْتُمْ } أي: فمن انتفعتم واجتمعتم { بِهِ } بسبب المهر حين العقد { مِنْهُنَّ } أي: من النساء اللاتي أحلهن الله لكم أيها المؤمنون { فَآتُوهُنَّ } أي: فعليكم أن تدفعوا إليهن { أُجُورَهُنَّ } مهورهن معتقدين أداءها { فَرِيضَةً } أي: مما فرض الله لكم في دينكم واجبة الأداء شرعاً وعقلاً؛ إذ الإفضاء إنما هو بسببه كما هر، هذا إذا كانت المرأة طالبة كمال مهرها.
{ وَلاَ جُنَاحَ } أي: لا مواخذة { عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَٰضَيْتُمْ بِهِ } من الأخذ والترك والزيادة والنقصان بعدما حصل التراضي من الجانبين { مِن بَعْدِ ٱلْفَرِيضَةِ } المقدرة الواجبة الأداء، هذا الحكم مما يقبل التغيير بعد المراضاة { إِنَّ ٱللَّهَ } المصلح لأحوال عباده { كَانَ عَلِيماً } في سابق علمه بصلحهم ومراضاتهم { حَكِيماً } [النساء: 24] في إصدارها عنهم إصلاحاً لمعاشهم.