خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
٥٩
أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً
٦٠
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً
٦١
-النساء

تفسير الجيلاني

ثم قال سبحانه منادياً لأهل الإيمان إيصاء وتنبيهاً: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مقتضى إيمانكم إطاعة الله وإطاعة رسوله { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ } بامتثال أوامره واجتناب نواهيه { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } الذي استخلفه من عنده يهديكم إلى توحيده { وَ } أطيعوا أيضاً { أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ } وهم الذي يقيمون شعائر الإسلام بينكم من الأمراء والحكام والقضاة المتجتهدين في تنقيذ الأحكام واستنباطه { فَإِن تَنَازَعْتُمْ } أنتم مع حكامكم { فِي شَيْءٍ } من أمور في أنه مطابق للشرع أو غير مطابق { فَرُدُّوهُ } وراجعوا فيه { إِلَى } كتاب { ٱللَّهِ وَ } أحاديث { ٱلرَّسُولِ } بأن عرضوا عليهما واستنبطوه منهما { إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } المجازي لعباده على أعمالهم خيراً كان أو شراً { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } المعد للجزاء { ذٰلِكَ } الرد { خَيْرٌ } لكم من استبدادكم بعقولكم { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [النساء: 59] من تأويلكم، وأحمد عاقبة باستبدادكم.
{ أَلَمْ تَرَ } أيها الرسول المرسل إلى كافة الأنام { إِلَى } المنافقين { ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ } من الفرقان الفارق بين الحق والباطل { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } من الكتب المنزلة على إخوانكم من الأنبياء - عليهم السلام - ومع ادعائهم هذا { يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ } ويتراجعوا في الوقائع { إِلَى ٱلطَّاغُوتِ } المضل عن مقتضى الإيمان والكتب { وَ } الحال أنهم { قَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ } أي: بالطاغوت { وَ } ما ذلك إلا أن { يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ } الذي هو رئيس الطواغيت { أَن يُضِلَّهُمْ } عن طريق الحق { ضَلاَلاً بَعِيداً } [النساء: 60] إلى حيث لا يرجى منهم الاهتداء أصلا.
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } إمحاضاً للنصح { تَعَالَوْاْ } هلموا { إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } من الكتاب الجامع لجميع الكتب المبينة لطريق الحق، الهادية إلى توحيده { وَإِلَى } متابعة { ٱلرَّسُولِ } المبلغ الكاشف لكم أحكامه { رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ } والذين في قلوبهم مرض { يَصُدُّونَ } يعرضون { عَنكَ } وعن عظتك وتذكيرك { صُدُوداً } [النساء: 61] إعراضاً نائشاً عن محض القساوة والفساد.