خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ
٢٢
قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
٢٣
قَالُواْ يَامُوسَىۤ إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
٢٤
-المائدة

تفسير الجيلاني

{ قَالُوا يَامُوسَىٰ } على صورة الاعتذار وإظهار العجز وعدم الإقدار، وما هي إلا من عدم تثبتهم على الإيمان، وعدم رسوخهم في مقتضياته، وعدم وثوقهم بنصر الله وإعانته بعدما أمرهم بالقتل والترحال، ووعدهم ما وعدهم: { إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ } لا يتأتى مقاومتهم ومقاتلتهم { وَ } بالجملة: { إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا } بقتالٍ أو غيره { فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } على أي وجهٍ { فَإِنَّا دَاخِلُونَ } [المائدة: 22] إذ لا طاقة ولا قدرة لنا معهم.
{ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } من قهر الله وغضبه، سيما بعد ورورد أمره؛ إذ هما من أهل الوثوق بنصر الله وإنجاز وعده؛ إذ { أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا } بالإيمان والإذعان وبإعطاء الحكمة والمعرفة: { ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ } أي: ضيقوا على عدوكم باب بلدهم، وقربوهم إلى حيث يضطرون ويخنقون من جسامتهم، وضيق مكانهم { فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ } على هذا الوجه { فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ } غانمون { وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [المائدة: 23].
{ قَالُواْ } مستهزئين، مصرحين بما تكنّ صدورهم من الكفر، وعدم الوثوق والإخلاص، ومناقضة العهود والمواثيق: { يَامُوسَىۤ } لا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به { إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا } وإن شئت { فَٱذْهَبْ أَنتَ } أيها الداعي { وَرَبُّكَ } الذي دعوتناك إليه، وادَّعيت الإعانة والانتصار منه { فَقَاتِلاۤ } مع العدو { إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } [المائدة: 24] منتظرون إلى أن يظهر الأمر.