خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ
١٦١
فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ
١٦٢
-الأعراف

تفسير الجيلاني

{ وَ } من جملة ظلمهم على نفوسهم: إنهم { إِذْ قِيلَ لَهُمُ } وأوصي إليهم إصلاحاً لحالهم: { ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } أي: بيت المقدس { وَكُلُواْ مِنْهَا } أي: من مأكولاتها المتسعة { حَيْثُ شِئْتُمْ } بلا موافقة ومنع { وَقُولُواْ } متضرعين إلينا، متوجهين نحونا: { حِطَّةٌ } أي: سؤالنا منك يا مولانا: حط ما صدر عنا من الآثام وجرى علينا من المعاصي { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ } سجداً؛ أي: باب بيت المقدس { سُجَّداً } متذللين واضعين جباهكم على تراب المذلة والهوان؛ تأديباً وتعظيماً { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ } أي: جميعها إن امتثلتهم ما أمرناكم بها؛ بل { سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 161] منكم بالرضوان الأكبر منَّا.
{ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } أنفسهم بالخروج عمَّا أمرناهم { قَوْلاً } صداقاً صواباً قلنا لهم؛ لإصلح حالهم { غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ } على لسان رسلنا، بل حرفوها لفظاً ومعنى، كما مر بيانه في سورة البقرة { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ } بسبب تبديلهم وتحريفهم { رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } أي: عذاباً نازلاً من جانب السماء { بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 162] أي: بشؤم خروجهم عن مقتضى أوامرنا وأحكامنا.