{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا } المنزلة على رسلنا { وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ } وعمن أنزلت عليه عتواً وعناداً { أُوْلَـٰئِكَ } المكذبون المستكبرون { أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ } المعدة لجزاء المخذولين من أ÷ل الضلال { هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } [الأعراف: 36] لا نجاة لهم منها أصلا:.
نعوذ بك من سخطك يا ذا القوة المتين.
وبعدما أرسل الرسل وأنزل الكتب { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } أي: نسب إليه ما لم يصدر عنه افتراء وكذباً { أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } الصادرة عنه عناداً ومكابرة { أُوْلَـٰئِكَ } المفترون المكذبون { يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ } أي: مما كتب في اللوح وثبت فيه من العذاب والنكال لذوي الجرائم العظام { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا } أي: ملائكتنا الموكلون { يَتَوَفَّوْنَهُمْ } لتوفية حساب العصاة { قَالُوۤاْ } أي: الملائكة لهم توبيخاً وتقريعاً: { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ } وتعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الآلهة الباطلة وتعتقدونهم شفعاء { قَالُواْ } متضرعين مضطرين { ضَلُّواْ عَنَّا } أي: غابوا عنا بعدما أضلونا عن طريق الحق { وَشَهِدُواْ } واعترفوا { عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ } في مدة حياتهم { كَافِرِينَ } [الأعراف: 37] ضالين.
{ قَالَ } سبحانه من وراء سرادقات العز والجلال على مقتضى عدله: { ٱدْخُلُواْ } أيها الضالون المكذبون { فِيۤ } زمرة { أُمَمٍ } عاصية كافرة { قَدْ خَلَتْ } مضت { مِن قَبْلِكُمْ } على الكفر والضلال أمثالكم { مِّن ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ فِي ٱلنَّارِ } المعدة لجزاء العصاة الغواة الكفرة، وبعد صدرو الأمر الوجوبي منه سبحانه صاروا بحث { كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ } في نار الخذلان { لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } التي أضلتها { حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ } وتلاحقوا { فِيهَا جَمِيعاً } مجتمعين { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ } أي: مستأخرهم { لأُولاَهُمْ } أي: لأجل مستقدميهم وفي حقهم، متضرعين إلى ربهم: { رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ } الضالون المضلون { أَضَلُّونَا } عن طريقك بوضع سنن الضلال بيننا فاقتيدنا بهم، فضللنا { فَآتِهِمْ } الآن وأنزل عليهم { عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ } أي: مثل عذابنا؛ لأنهم ضالون مضلون { قَالَ } سبحانه على مقتضى عدله: { لِكُلٍّ } منكم أيها الأتباع ومن متبوعيكم { ضِعْفٌ } من النار، أمَّا المتبوعون فلضلالهم وإضلالهم، وأمَّا التابعون فلضلالهم وتقليدهم بهؤلاء المضلين لا بالأنبياء { وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } [الأعراف: 38] استحقاقكم واستحقاقهم.