خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
١٥
مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ
١٦
يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ
١٧
مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ
١٨
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
١٩
وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ
٢٠
-إبراهيم

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ وَٱسْتَفْتَحُواْ } [إبراهيم: 15] أي: استنصروا القلب والروح من الله عل النفس والهوى فنصرهم { وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ } وهو النفس { عَنِيدٍ } وهو لأنه عاند الحق { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ } [إبراهيم: 16] أي: قدام النفس في متابعة الهوى جهنم الصفات الذميمة والأخلاق الردية { وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } وهو ما يتولد عن الصفات والأخلاق من الأفعال النفسانية الحيوانية السبعية يسقى به الروح صاحب النفس الأمارة الكافرة.
{ يَتَجَرَّعُهُ } [إبراهيم: 17] بالتكلف { وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } لأنه ليس له من شربه { وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ } أسباب الموت من العقوبات { مِن كُلِّ مَكَانٍ } أي: من مكان كل فعل مذموم { وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ } يستريح من ألم العقوبات التي تتولد من الأفعال في الحال { وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } وهو قطيعة البعد والحرمان.
{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ } [إبراهيم: 18] يشير إلى أعمال الذين شتروا الحق بالباطل من أهل الأهواء والبدع { كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } وهي ريح البدعة والاعتقاد السوء { لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ } من القبول { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } أي: المبعد عن الله.
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } [إبراهيم: 19] يخاطب روح النبي صلى الله عليه وسلم فإن أول ما خلق الله روحه، ثم خلق السماوات والأرض وروحه ناظر به يشاهد خقلتها { بِٱلْحقِّ } أي: بالله ونوره وأيضاً ألم تشاهد أن الله خلق السماوات بالحق مناسباً لسماوات الأرواح وأرض النفوس ليكون بقاء النفوس وفناؤها وصلاح النفوس وفسادها وسعادة النفوس وشقاوتها بتدبير الأرواح وإفاضتها لاستعدادها قبول الفيض الإلهي في اللطف والقهر، وذلك تقدير العزيز العليم { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أي: هذا الإنسان المستعد لقبول فيض اللطف والقهر { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } مستعد لقبول اللطف والقهر ويأت بخلق جديد مستعد لقبول لطفه وقهره من غير الإنسان { وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } [إبراهيم: 20] وأنه
{ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [يس: 82].