خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ
٩٥
حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ
٩٦
وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ
٩٧
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ
٩٨
لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ
٩٩
لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ
١٠٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
١٠١
-الأنبياء

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

ثم أخبر عن الهالكين بقوله تعالى: { وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [الأنبياء: 95] يشير إلى أن قلوب أهل الأهواء والبدع المهلكة باعتقاد السوء ومخالفات الشرع أنهم لا يتوبون إلى الله تعالى. { حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } [الأنبياء: 96] يشير إلى: سد يأجوج النفس ومأجوج الهوى، وسدّ أحكام الشريعة، وفتح السدّ مخالفات الشرع وموافقات الطبع، وهو إشارة إلى دواعي النفس (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ)؛ أي: من كل معدن شهوة من المبصرات والمسموعات والمذوقات والملموسات والمنكوحات والملبوسات والمركوبات والتخيلات وطمع المناصب وحرص الأموال والصفات وأمثالها يخرجون ويفسدون ما يمرون عليه من القلب والسر والروح، بامتناعهم، واقترب الوعد الحق أن يصمهم ويعمي أبصارهم ويقلب أفئدتهم.
{ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [الأنبياء: 97] أي: أبصار القلوب المهلكة بالأهواء ويقولون: { يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } [الأنبياء: 97] الذي أصابنا { بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } [الأنبياء: 97] بعبادتنا الدنيا وشهواتها، والنفس ودواعيها، وامتناعنا عبادة الحق تعالى فتخاطبهم عزة الجبروت { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [الأنبياء: 98] من الهوى والنفس والشيطان والدنيا { حَصَبُ جَهَنَّمَ } [الأنبياء: 98] قهرنا تحترقون بنار القطيعة { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [الأنبياء: 98] مخلداً { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ } [الأنبياء: 99] الذين تعبدون.
{ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا } [الأنبياء: 99] أي: جهنم القهر { وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } [الأنبياء: 99] ولا يتخلصون عنها { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } [الأنبياء: 100] من عذاب نار القطيعة { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } [الأنبياء: 100] الحق عن الحق، ثم نزَّه المسبوقين بالعناية عن هذه الأحوال بقوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } [الأنبياء: 101] عن جهنم قهر الحق من آثار سبق العناية الأزلية
{ { مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } [الأنبياء: 101-102] أي: حسيس جهنم القهر، وحسيسها مقالات أهل الأهواء والبدع، وأدلة الفلاسفة وبراهينهم بالعقول المشوبة بالوهم والخيال وظلمة الطبيعة.