خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤـمۤ
١
تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٢
أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
٣
ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ
٤
يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
٥
-السجدة

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

{ الۤـمۤ } [السجدة: 1] يشير بالألف إلى أنه ألف المحبون بقربتي فلا يصبرون عني، وألف العارفون بتمجيدي فلا يستأنسون بغيري، والإشارة في اللام إلى قصد أحبائي مدخر لقاءي فلا أبالي أقاموا على صفاتي أم قصروا في وفائي، والإشارة في الميم إلى ترك أوليائي مرادهم لمرادي فلذلك آثرتهم على جميع عبادي.
{ تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [السجدة: 2] إذا تعذر لقاء الأحباب فأعز الأشياء على الأحباب كتاب الأحباب أنزل رب العالمين إلى أهل العالمين كتاباً في الظاهر ليقرأ على أهل الظاهر فينذر به أهل الغفلة ويبشر أهل الخدمة، وكتاباً في الباطن على أهل الباطن لتتنور بأنواره بواطنهم وتتزين بأسراره سرائرهم فينذر له أهل القربة لئلا يلتفتوا إلى غيره ولا يستأنسوا بغيره، فتسقطهم الغيرة عن القربة ويبشر به أهل المحبة بالوفاء بوعد الرؤية وباللقاء على بساط الوصلة وبالبقاء بعد الفناء في الوحدة فيتكلموا بالحق عن الحق للحق، فإذا سمع أهل الباطل كلامهم في الحقائق من ربهم وأنكر عليهم أهل الغفلة أنه من الله { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } [السجدة: 3] يا قلب من تكلم بالحق { لِتُنذِرَ قَوْماً } [السجدة: 3] من النفس وصفاتها { مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [السجدة: 3] إلى الله { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } [السجدة: 4] سماوات الأرواح { وَٱلأَرْضَ } أرض الأشباح { وَمَا بَيْنَهُمَا } [السجدة: 4] من النفس والقلب والسر { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } [السجدة: 4] أي: خلقهم في ستة أجناس من الجماد والمعدن والنبات والحيوان والشيطان والملك { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } أي: عرش الخفاء وهو لطيفة ربانية قابلة للفيض الرباني بلا واسطة.
{ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ } [السجدة: 4] يبلغكم إلى عالم الربوبية { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } [السجدة: 4] كيف خلقكم في أطوار مختلفة هو الذي { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } [السجدة: 5] أي بأمر كن خلق سماء الروح والقلب { إِلَى ٱلأَرْضِ } [السجدة: 5] أرض النفس بتدبير الأمر { ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } النفس المخاطبة بخطاب
{ { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ } [الفجر: 28] { فِي يَوْمٍ } طلعت فيه شمس صدق الطلب وأشرقت الأرض بنور جذبات الحق تعالى { كَانَ مِقْدَارُهُ } [السجدة: 5] في العروج بالجذبة { أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } من أيامكم في السير من غير جذبة كما قال صلى الله عليه وسلم: "جذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين" .