خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَابَنِيۤ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
٣٥
وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ
٣٦
-الأعراف

مجمع البيان في تفسير القرآن

الإعراب: إمّا أصله أن الجزاء دخلت عليه ما ولدخولها دخلت النون الثقيلة في يأتينكم ولو قال أن يأتينكم لم يجز وقد شرحنا هذا في سورة البقرة وبيّناه. وقال سيبويه: أنَّ حتى وإما وألاَّ لا يجوز فيهن الإمالة لأن هذه الألفات ألزمت الفتح لأنها أواخر حروف جاءت لمعنى ففصّل بينها وبين أواخر الأسماء التي فيها الألف نحو حبلى وهدى إلا أن حتى كتبت بالياء لأنها على أربعة أحرف فأشبهت سكرى وأما التي للتخيير شبهت بإن التي ضمت إليها ما فكتبت بالألف وإلا كتبت بالألف لأنها لو كتبت بالياء لأشبهت إلى.
المعنى: لمّا تقدَّم ذكر النعم الدنيوية عقَّبه بذكر النعم الدينية: { يا بني آدم } هو خطاب يعمُّ جميع المكلفين من بني آدم من جاءه الرسول منهم ومن جاز أن يأتيه الرسول معطوف على ما تقدم: { إما يأتينكم } أي إن يأتكم: { رسل منكم } أي من جنسكم: { يقصُّون عليكم آياتي } أي يعرضونها عليكم ويخبرونكم بها: { فمن اتقى } إنكار الرسل والآيات: { وأصلح } عمله. وقيل: فمن اتقى المعاصي واجتنبها والتقوى اسم جامع لذلك وتقديره فمن اتقى منكم وأصلح: { فلا خوف عليهم } في الدنيا: { ولا هم يحزنون } في الآخرة: { والذين كذبوا بآياتنا } أي حججنا: { واستكبروا عنها } أي عن قبولها: { أولئك أصحاب النار } الملازمون لها: { هم فيها خالدون } باقون فيها على وجه الدوام والتأييد.