خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَـٰأيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ
١١٩
-التوبة

مجمع البيان في تفسير القرآن

القراءة: في مصحف عبد الله وقراءة ابن عباس من الصادقين وروي ذلك عن أبي عبد الله (ع).
اللغة: الصادق هو القائل بالحق العامل به لأنه صفة مدح ولا يطلق إلا على من يستحق المدح على صدقه.
المعنى: ثم خاطب الله سبحانه المؤمنين المصدّقين بالله المقرّين بنبوة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } أي اتقوا معاصي الله واجتنبوها { وكونوا مع الصادقين } الذين يصدقون في أخبارهم ولا يكذبون ومعناه كونوا على مذهب من يستعمل الصدق في أقواله وأفعاله وصاحبوهم ورافقوهم كقوله: أنا مع فلان في هذه المسألة أي أقتدي به فيها وقد وصف الله الصادقين في سورة البقرة بقوله
{ { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر } [البقرة: 177] إلى قولـه { أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } [البقرة: 177] فأمر سبحانه بالاقتداء بهؤلاء الصادقين المتقين. وقيل: المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في كتابه وهو قوله { { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه } [الأحزاب: 23] يعني حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب { ومنهم من ينتظر } [الأحزاب: 23] يعني علي بن أبي طالب (ع).
وروى الكلبي: عن أبي صالح عن ابن عباس قال كونوا مع الصّادقين مع علي وأصحابه وروى جابر عن أبي جعفر (ع) في قوله { وكونوا مع الصادقين } قال مع آل محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: مع النبيين والصديقين في الجنة بالعمل الصالح في الدنيا عن الضحاك. وقيل: مع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن نافع. وقيل: مع الذين صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وأعمالهم وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتخلّفوا عنه عن ابن عباس. وقيل: إن معنى مع هنا معنى من فكأنه أمر بالكون من جملة الصادقين ويعضده قراءة من قرأ من الصادقين والمعنيان متقاربان هنا لأن مع للمصاحبة ومن للتبعيض فإذا كان من جملتهم فهو معهم وبعضهم وقال ابن مسعود: لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيَّه ثم لا ينجز له اقرؤوا إن شئتم هذه الآية هل ترون في الكذب رخصة.