خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
٣٧
-البقرة

تفسير القرآن

أما قوله: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن آدم عليه السلام بقي على الصفا أربعين صباحاً ساجداً يبكي على الجنة وعلى خروجه من الجنة من جوار الله عز وجل فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال يا آدم مالك تبكي فقال يا جبرائيل مالي لا أبكي وقد أخرجني الله من الجنة من جواره وأهبطني إلى الدنيا فقال يا آدم تب إليه قال وكيف أتوب فأنزل الله عليه قبة من نور فيه موضع البيت فسطع نورها في جبال مكة فهو الحرم فأمر الله جبرئيل أن يضع عليه الأعلام قال قم يا آدم فخرج به يوم التروية وأمره أن يغتسل ويحرم وأخرج من الجنة أول يوم من ذي القعدة فلما كان يوم الثامن من ذي الحجة أخرجه جبرائيل عليه السلام إلى منى فبات بها فلما أصبح أخرجه إلى عرفات وقد كان علمه حين أخرجه من مكة الإحرام وعلمه التلبية فلما زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية وأمره أن يغتسل فلما صلى العصر أوقفه بعرفات وعلمه الكلمات التي تلقاها من ربه وهي "سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوء‌اً وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوء‌اً وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنك خير الغافرين سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوء‌اً وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم" فبقي إلى أن غابت الشمس رافعاً يديه إلى السماء يتضرع ويبكي إلى الله فلما غابت الشمس رده إلى المشعر فبات بها فلما أصبح قام على المشعر الحرام فدعا الله تعالى بكلمات وتاب الله ثم أفضى إلى منى وأمره جبرئيل أن يحلق الشعر الذي عليه فحلقه ثم رده إلى مكة فأتى به عند الجمرة الأولى فعرض له إبليس عندها فقال يا آدم أين تريد؟ فأمره جبرئيل أن يرميه بسبع حصيات فرمى وأن يكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية فأمره أن يرميه بسبع حصيات فرمى وكبر مع كل حصاة تكبيرة ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة فأمره أن يرميه بسبع حصيات عند كل حصاة تكبيرة فذهب إبليس لعنه الله وقال له جبرئيل إنك لن تراه بعد هذا اليوم أبدا، فانطلق به إلى البيت الحرام وأمره أن يطوف به سبع مرات ففعل فقال له إن الله قد قبل توبتك وحلت لك زوجتك قال فلما قضى آدم حجه لقيته الملائكة بالأبطح فقالوا يا آدم بر حجك أما إنا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام، قال وحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبى جعفر عليه السلام قال كان عمر آدم عليه السلام من يوم خلقه الله إلى يوم قبضه تسعمائة وثلاثين سنة ودفن بمكة ونفخ فيه يوم الجمعة بعد الزوال ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه وأسكنه جنته من يومه ذلك فما استقر فيها إلا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله وأخرجهما من الجنة بعد غروب الشمس وما بات فيها.