خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ
٣٤
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
٣٥
-الأنبياء

تفسير القرآن

أما قوله: { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون } [34] فإنه لما أخبر الله نبيه بما يصيب أهل بيته بعده وادعاء من ادعى الخلافة دونهم، اغتم رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله عزَّ وجلَّ: { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة } [34-35] أي نختبرهم { وإلينا ترجعون } فاعلم ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا بد أن تموت كل نفس، وقال أمير المؤمنين عليه السلام يوماً وقد تبع جنازة فسمع رجلاً يضحك فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق على غيرنا وجب، وكأن الذين نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ننزلهم أجداثهم ونأكل تراثهم كانا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة ورمينا بكل حائجة أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وتواضع من غير منقصة وجالس أهل الفقه والرحمة وخالط أهل الذل والمسكنة وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، أيها الناس طوبى لمن ذلت نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من كلامه وعدل عن الناس شره ووسعته ألسنة ولم يتعد إلى البدعة، أيها الناس طوبى لمن لزم بيته وأكل كسرته وبكى على خطيئته وكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة.