خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٦
وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٧
وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ
٨
وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٩
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ
١٠
-النور

تفسير القرآن

أما قوله { والذين يرمون أزواجهم - إلى قوله - إن كان من الصادقين } [6] فانها نزلت في اللعان، وكان سبب ذلك أنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة العجلاني وكان من الأنصار، فقال يا رسول الله إن امرأتي زنى بها شريك بن السمحا وهي منه حامل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله فأعاد عليه القول، فأعرض عنه حتى فعل ذلك أربع مرات، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله فنزلت عليه آية اللعان، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصلى بالناس العصر وقال لعويمر: إئتني بأهلك فقد أنزل الله فيكما قرآناً، فجاء إليها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوك وكانت في شرف من قومها، فجاء معها جماعة فلما دخلت المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعويمر تقدما إلى المنبر والتعنا، قال فكيف أصنع؟ فقال: تقدم وقل: أشهد بالله إني إذاً لمن الصادقين فيما رميتها به، قال فتقدم وقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أعدها فأعادها ثم قال: أعدها حتى فعل ذلك أربع مرات، فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به فقال: { والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين } [7] فيما رماها به ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن اللعنة لموجبة إن كنت كاذباً ثم قال له تنح فتنحى عنه، ثم قال لزوجته تشهدين كما شهد وإلا أقمت عليك حد الله، فنظرت في وجوه قومها فقالت: لا اسوَّد هذه الوجوه في هذه العشية، فتقدمت إلى المنبر وقالت: أشهد بالله أن عويمر بن ساعدة من الكاذبين فيما رماني به، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله أعيديها فأعادتها حتى أعادتها أربع مرات فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: العني نفسك في الخامسة إن كان من الصادقين فيما رماك به فقالت في { الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين } [9] فيما رماني به فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك ويلك إنها موجبة إن كنت كاذبة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لزوجها: اذهب فلا تحل لك أبداً قال: يا رسول الله فمالي الذي أعطيتها؟ قال: إن كنت كاذباً فهو أبعد لك منه وإن كنت صادقاً فهو لها بما استحللت من فرجها.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن جاء‌ت بالولد أخمش الساقين وأخفش العينين جعد قطط فهو للأمر السيء وإن جاء‌ت به أشهل أصهب فهو لأبيه فيقال: فيقال إنها جاء‌ت به على الأمر السيء، فهذه لا تحل لزوجها وإن جاء‌ت بولد لا يرثه أبوه وميراثه لأمه وإن لم يكن له أم فلأخواله وإن قذفه أحد جلد حد القاذف.