خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ
٨٠
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ
٨١
وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ
٨٢
-القصص

تفسير القرآن

قال لهم الخلص من أصحاب موسى { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله } [80-82] قال: هي لفظة سريانية { يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون }.
وكان سبب هلاك قارون انه لما خرج موسى بني إسرائيل من مصر وأنزلهم البادية أنزل الله عليهم المن والسلوى وانفجر لهم من الحجر اثنتا عشرة عيناً بطروا وقالوا لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض ومن بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال لهم موسى أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم فقالوا كما حكى الله أن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، ثم قالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ففرض الله عليهم دخولها وحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فكانوا يقومون من أول الليل ويأخذون في قراء‌ة التوراة والدعاء والبكاء وكان قارون منهم وكان يقرأ التوراة ولم يكن فيهم أحسن صوتاً منه وكان يسمى المنون لحسن قراء‌ته وقد كان يعمل الكيميا، فلما طال الأمر على بني إسرائيل في التيه والتوبة وكان قارون قد امتنع من الدخول معهم في التوبة وكان موسى يحبه فدخل عليه موسى، فقال يا قارون قومك في التوبة وأنت قاعد هاهنا ادخل معهم وإلا نزل بك العذاب، فاستهان به واستهزأ بقوله فخرج موسى من عنده مغتماً فجلس في فناء قصره وعليه جبة شعر ونعلان من جلد حمار شراكهما من خيوط شعر بيده العصا، فأمر قارون أن يصب عليه رماداً قد خلط بالماء، فصب عليه فغضب موسى غضباً شديداً وكان في كتفه شعرات كان إذا غضب خرجت من ثيابه وقطر منها الدم، فقال موسى يا رب إن لم تغضب لي فلست لك بنبي، فأوحى الله إليه قد أمرت السماوات والأرض إن تطيعك فمرها بما شئت وقد كان قارون قد أمر أن يغلق باب القصر، فأقبل موسى فأومأ إلى الأبواب فانفجرت ودخل عليه فلما نظر إليه قارون علم أنه قد أوتي، فقال: يا موسى أسألك بالرحم الذي بيني وبينك، فقال له موسى يابن لاوي لا تزدني من كلامك! يا أرض خذيه، فدخل القصر بما فيه في الأرض ودخل قارون في الأرض إلى ركبتيه، فبكى وحلفه بالرحم، فقال له موسى يابن لاوي لا تزدني من كلامك، يا أرض خذيه وابتلعيه بقصره وخزائنه.
وهذا ما قال موسى لقارون يوم أهلكه الله فعيره الله بما قاله لقارون، فعلم موسى أن الله قد عيره بذلك فقال يا رب ان قارون دعاني بغيرك ولو دعاني بك لأجبته، فقال الله ما قلت يابن لاوي لا تزدني من كلامك فقال موسى يا رب لو علمت أن ذلك لك رضى لأجبته، فقال الله يا موسى وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وعلو مكاني لو أن قارون كما دعاك دعاني لأجبته ولكنه لما دعاك وكلته إليك، يابن عمران لا تجزع من الموت فإني كتبت الموت على كل نفس وقد مهدت لك مهاداً لو قد وردت عليه لقرت عيناك، فخرج موسى إلى جبل طور سينا مع وصيه فصعد موسى الجبل فنظر إلى رجل قد أقبل ومعه مكتل ومسحاة، فقال له موسى ما تريد؟ قال أن رجلاً من أولياء الله قد توفي فانا أحفر له قبراً فقال له موسى أو لا أعينك عليه؟ قال: بلى قال فحفرا القبر فلما فرغا أراد الرجل أن ينزل إلى القبر فقال له موسى ما تريد؟ قال أدخل القبر فانظر كيف مضجعه فقال له موسى أنا أكفيك، فدخله موسى فاضطجع فيه فقبض ملك الموت روحه وانضم عليه الجبل.