خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ
٣٠
-الشورى

تفسير القرآن

قوله: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير } قال: فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعته يقول: إني أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه، ثم أقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبداً مؤمناً في هذه الدنيا إلا كان الله أحلم وأمجد وأجود من أن يعود في عقابه يوم القيامة وما ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا وعفا عنه إلا كان الله أمجد وأجود وأكرم من أن يعود في عقوبته يوم القيامة، ثم قال عليه السلام: وقد يبتلي الله المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله ثم تلا هذه الآية: { وما أصابكم من مصيبة... } الخ وحتى بيده ثلاث مرات، قال: فحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: { وما أصابكم من مصيبة... } الخ قال: أرأيت ما أصاب علياً وأهل بيته هو بما كسبت أيديهم؟ وهم أهل الطهارة معصومون! قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب إن الله يخص أولياء‌ه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب، قال الصادق عليه السلام: لما أدخل علي بن الحسين عليه السلام على يزيد نظر إليه ثم قال: يا علي بن الحسين وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم! فقال علي بن الحسين عليهما السلام كلا! ما فينا هذه نزلت وإنما نزلت فينا { { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } [الحديد: 22-23] فنحن الذين لا نأسوا على ما فاتنا من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا.