خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
٣٢
-الزخرف

تفسير القرآن

رد الله عليهم فقال: { أهم يقسمون رحمة ربك } يعني: النبوة والقرآن حين قالوا لِمَ لم ينزل على عروة بن مسعود ثم قال الله: { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات } يعني: في المال والبنين { ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون } فهذا من أعظم دلالة الله على التوحيد لأنه خالف بين هيآتهم وتشابههم وإراداتهم وأهوائهم ليستعين بعضهم على بعض لأن أحداً لا يقوم بنفسه لنفسه والملوك والخلفاء لا يستغنون عن الناس وبهذا قامت الدنيا والخلق المأمورون المنهيون المكلفون ولو احتاج كل إنسان أن يكون بناءً لنفسه وخياطاً لنفسه وحجاماً لنفسه وجميع الصناعات التي يحتاج إليها لما قام العالم طرفة عين لأنه لو طلب كل إنسان العلم ما قامت الدنيا ولكنه عز وجل خالف بينهم وبين هيآتهم وذلك من أعظم الدلالة على التوحيد.