خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٤٨
إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٤٩
-الأنفال

تفسير القرآن

فلما نظروا إلى قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا مساكين هؤلاء غرهم دينهم فيقتلون الساعة، فأنزل الله على رسوله: { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم } [49] وجاء إبليس إلى قريش في صورة سراقة بن مالك فقال لهم أنا جاركم ادفعوا إلي رايتكم، فدفعوها إليه وجاء بشياطينه يهول بهم على أصحاب رسول الله ويخيل إليهم ويفزعهم وأقبلت قريش يقدمها إبليس معه الراية فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: "غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ ولا تسلوا سيفاً حتى آذن لكم ثم رفع يده إلى السماء وقال: يا رب أن تهلك هذه العصابة لم تعبد وإن شئت ان لا تعبد لا تعبد ثم أصابه الغشي فسري عنه وهو يسلت العرق عن وجهه ويقول: هذا جبرائيل قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين" قال فنظرنا فإذا بسحابة سوداء فيها برق لائح قد وقعت على عسكر رسول الله وقائل يقول أقدم حيزوم أقدم حيزوم! وسمعنا قعقعة السلام من الجو ونظر إبليس إلى جبرائيل فتراجع ورمى باللواء فأخذ منية بن الحجاج بمجامع ثوبة ثم قال ويلك يا سراقة تفت في أعضاد الناس فركله إبليس ركلة في صدره وقال إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله وهو قول الله { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراء‌ت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب } [48].