خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ
١
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

إنما لم تعدّ { الر } آية كما عدّ { الم } آية في عدد الكوفيين لأن آخره لا يشاكل رؤس الآي التي بعده؛ إذ هي بمنزلة المردف بالياء. و { طه } عدّ؛ لأنه يشاكل رؤس الآي التي بعده. وقرأ { الر } بالتفخيم ابن كثير ونافع وأبو جعفر. وقرأ بالامالة أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة والكسائي. واختلفوا عن عاصم: فروى هبيرة عن حفص بكسر الراء. الباقون عنه بالتفخيم. قال ابو علي الفارسي: من ترك الامالة؛ فلأن كثيراً من العرب لا يميل ما يجوز فيه الامالة كما يمنعها المستعلي. ومن أمال؛ فلانها اسم لما يلفظ به من الاصوات، فجازت الامالة من حيث كانت اسماً ولم تكن كالحروف التي تمنع فيها الامالة. وقال الرماني: انما جاز إمالة حروف الهجاء، لأن ألفه في تقدير الانقلاب عن ياء.
وقد بينا في أول سورة البقرة معنى هذه الحروف التي في أول السور، واختلاف المفسرين، وقلنا: إن أقوى الوجوه أنها اسماء السور، فلا وجه لاعادته.
وقوله { تلك } قال ابو عبيدة معنا هذه. وقال الزجاج: المعنى الآيات التي تقدم ذكرها، وهو قول الجبائي. وقال قوم: انما قال { تلك } لتقدم الذكر (الرفي) كقولك هند هي كريمة. وانما اضيفت الآيات إلى الكتاب لأنها أبعاض الكتاب، كما أن السورة ابعاضه، وكذلك محكمه ومتشابهه واسماؤه وصفاته ووعده ووعيده وأمره ونهيه وحلاله وحرامه والآية العلامة التى تنبئ عن مقطع الكلام من جهة مخصوصة. والقرآن مفصل بالايات مضمن بالحكم النافية للشبهات وانما وصف الكتاب بأنه حكيم، لأنه دليل على الحق كالناطق بالحكمة، ولأنه يؤدي إلى المعرفة التي يميز بها طريق الهلاك من طريق النجاة. وقال ابو عبيدة: حكيم ها هنا بمعنى محكم وأنشد لأبي ذؤيب:

يواعدني عكاظ لننزلنه ولم يشعر إذن أني خليف

أي مخلف من اخلفته الوعد. ويؤكد ذلك قوله { الر كتاب أحكمت آياته } والايات العلامات. والكتاب اسم من اسماء القرآن وقد بيناه فيما مضى. وحكي عن مجاهد أنه قال { تلك } اشارة إلى التوراة الانجيل. وهذا بعيد لأنه لم يجر لهما ذكر.