خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
١٠١
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يأمر الخلق بالنظر لأنه الطريق المؤدي إلى معرفة الله تعالى. والنظر المراد في الاية الفكر والاعتبار. وقال الرماني: هو طلب الشيء من جهة الفكر كما يطلب ادراكه بالعين. ومعنى قوله تعالى { ماذا في السماوات والأرض } أي ما فيهما من العبر من مجيء الليل والنهار مجرى البحور والافلاك ونتاج الحيوان وخروج الزرع والثمار، ووقوف السماوات والارض بغير عماد، لان كل ذلك تدبير يقتضي مدبراً لا يشبه الاشياء ولا تشبهه. وقوله { وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } قيل في معناه قولان:
احدهما - أن تكون { ما } نفياً بمعنى ما يغني عنهم شيئاً بدفع الضرر، اذا لم يفكروا فيها ولم يعتبروا بها كقولك: وما يغني عنك المال شيئاً اذا لم تنفقه في وجوهه.
والاخر - أن تكون { ما } للاستفهام كقولك أي شيء يغني عنهم من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلوا بها. والنذر جمع نذير وهو صاحب النذارة وهي اعلام بموضع المخافة ليقع به السلامة.