خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ
٤١
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله فقال { وإن كذبوك } هؤلاء الكفار ولم يصدقوك وردّوا عليك بذلك ونسبوك إلى الكذب { فقل لي عملي } أي إن كنت كاذباً فوباله علي { ولكم عملكم } أي ان كنتم غير محقين فيما تردونه علي وتكذبوني، فلكم جزاء عملكم، فانتم تبرؤن مما أعمل وأنا ابرأ من أعمالكم. وفائدة ذلك الاخبار بأنه لا يجازى احد الا على عمله، ولا يؤخذ أحد بجرم غيره كما قال تعالى { { ولا تزر وازرة وزر أخرى } والبراءة قطع العلقة التي توجب رفع المطالبة وذلك كالبراءة من الدين، والبراءة من العيب في البيع، ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله هذا القول شكاً منه فيما يجازي الله الكفار والمؤمنين به من الثواب والعقاب. وانما قال على وجه التلطف لخصمه وحسن العشرة، وأن لا يستقبلهم بما يكرهونه من الخطاب فربما كان داعياً لهم ذلك إلى الانقياد والنظر في قوله. وقال ابن زيد: هذه الاية منسوخة بآية الجهاد، وعلى ما قلناه لا يحتاج إلى ذلك.