خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ
٦
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

الاختلاف ذهاب كل واحد من الشيئين في غير جهة الاخر، فاختلاف الليل والنهار ذهاب أحدهما في جهة الضياء والآخر في جهة الظلام. والليل عبارة عن وقت غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني، وهو جمع ليلة كتمرة وتمر. والنهار عبارة عن اتساع الضياء من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس. والنهار واليوم معناهما واحد إلا أن في النهار فائدة اتساع الضياء. وقوله { وما خلق الله في السماوات والأرض } معناه ما قدر فيهما وفعله على مقدار تقتضيه الحكمة: من الحيوان والنبات وغيرهما ومن غير نقصان ولا زياد، وإن في رفعه السماء بلا عمد، وتسكينه الارض بلا سند، مع عظمها لأعظم آيات لمن تفكر في ذلك وتعقله، ويتقي مخالفته. والخلق مأخوذ من خلقت الأديم اذا قدرته. وإنما خص ما خلق في السموات والأرض بالذكر للاشعار بوجوه الدلالات إذ قد تكون الدلالة في الشيء من جهة الخلق، وقد تكون من جهة اختلاف الصورة ومن جهة حسن المنظر، ومن جهة كثرة النفع ومن جهة عظم الأمر، كالجبل والبحر. وقوله { لآيات لقوم يتقون } معناه ان في هذه الاشياء التي ذكرها دلالات على وحدانية الله لقوم يتقون معاصيه ويخافون عقابه، وخص المتقين بالذكر لما كانوا هم المنتفعين بها دون غيرهم.