خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٩
-يونس

التبيان الجامع لعلوم القرآن

لما ذكر الله تعالى الكفار وما يستحقونه من المصير إلى النار في الآيات الأول ذكر في هذه { إن الذين آمنوا } يعني صدقوا بالله ورسوله، واعترفوا بهما وأضافوا إلى ذلك الاعمال الصالحات { يهديهم } الله تعالى جزاء بايمانهم إلى الجنة { تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم } يعني البساتين التي تجري تحت أشجارها الانهار التي فيها النعيم يعني أنواع اللذات والمنافع يتنعمون فيها. ومعنى { تجري من تحتهم الأنهار } تجري بين أيديهم، وهم يرونها من عل، كما قال تعالى { قد جعل ربك تحتك سرياً } ومعلوم انه لم يجعل السري تحتها وهي قاعدة عليه، لان السري هو الجدول، وإنما أراد أنه جعل بين يديها. وقال حاكياً عن فرعون { { أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي } وقيل من تحت بساتينهم وأسرتهم وقصورهم - في قول ابي علي. معنى الهدى - هنا - الارشاد إلى طريق الجنة ثواباً على أعمالهم الصالحة، ألا ترى انه قال { يهديهم ربهم بإيمانهم } يعني جزاء على إيمانهم، وذلك لا يليق إلا بما قلناه. ويحتمل أن يكون وصفهم بالهداية على وجه المدح جزاء على إيمانهم بالله تعالى.