خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ
٨٠
-هود

التبيان الجامع لعلوم القرآن

هذه حكاية ما قال لوط عند أياسه من قبول قومه، بأنه قال { لو أن لي بكم قوة } ومعناه اني لو قدرت على دفعكم وقويت على منعكم من اضيافي لحلت بينكم وبين ما جئتم له من الفساد، وحذف لدلالة الكلام عليه.
وقوله { أو آوي إلى ركن شديد } معناه لو كان لي من استعين به في دفاعكم. وقيل معناه لو كان لي عشيرة، قال الراجز:

يأوي الى ركن من الاركان في عدد طيس ومجد بان

والركن معتمد البناء بعد الاساس، وركنا الجبل جانباه. وإنما قال هذا القول مع انه كان يأوي الى الله تعالى، لأنه انما أراد العدة من الرجال، وإلا، فله ركن وثيق من معونة الله ونصره، إلا انه لا يصح التكليف إلا مع التمكين. والقوة القدرة التى يصح بها الفعل، ويقال للعدة من السلاح قوة، كقوله { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } } والشدة بجمع يصعب معه التفكك، وقد يكون بعقد يصعب معه التحلل.